انطلقت، أمس، فعاليات مؤتمر ومعرض «بِت الشرق الأوسط وأفريقيا» في أبوظبي
والذي يعقد تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي
لإمارة أبوظبي، وتنظمه «دائرة التعليم والمعرفة» بأبوظبي، بالتعاون مع شركة
مايكروسوفت.ويتناول المؤتمر في دورته الرابعة محور «بناء ثقافة التغيير الناجحة
لتلبية الاحتياجات المتطورة لمواطني القرن الحادي والعشرين» لتحفيز ونشر ثقافة
التغيير التي تساعد على تطوير البيئة التعليمية لتبني التعليم الذكي، وتهيئتها
لمواكبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
وافتتح معالي حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم فعاليات المعرض بحضور
معالي سارة مسلم رئيس دائرة التعليم والمعرفة وفهد النيادي وكيل دائرة تنمية
المجتمع، وبمشاركة 100 عارض من 60 دولة، والذي يتوقع أن يستقبل 3000 زائر. وتقدم
معالي حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم الذي افتتح فعاليات المعرض
بالشكر لسمو الشيخ هزاع بن زايد على رعاية الحدث المميز، واهتمام سموه بالتعليم،
ودفع الجهود نحو بناء قاعدة تعليمية في الدولة تشكل نقطة انطلاق نحو تميز طلبتنا
بما يمتلكونه من مهارات وقدرات ومواهب. وقال معاليه: «ندرك جميعاً، أن التعليم
العصري هو الذي يفتح الآفاق أمام طلبتنا للسير قدماً في مشوار حياتهم العملي،
وضمان النجاح والتفوق؛ لذا وجهت قيادة دولة الإمارات بضرورة أن تظل الدولة في دائرة
المنافسة، وأن يكون التعليم لدينا الرقم واحد، إيماناً منها بأن التعليم ركيزة
التقدم، وأداة التحضر، ورافعة إنسانية تنقلنا إلى مراكز متقدمة في عالم يتصف بأنه
شديد التنافسية».
وتابع معاليه: «إنه في هذا السياق تم رسم خريطة طريق التعليم لدينا، المتمثلة في
رؤية 2021، وما تبعها من أجندة وأهداف عميقة، لتعزيز المكتسبات في قطاع التعليم،
ومن هنا كانت الرؤية واضحة والهدف وطني بحت، والعمل تشاركي لتحقيق طموحات دولتنا
الحبيبة، وتطلعات القيادة الرشيدة».
وأشار معاليه إلى أن «المؤتمر يناقش القضايا المحورية المتصلة في التعليم، وفي
مقدمتها أهمية التغيير، والتعلم الرقمي، والمناهج الدراسية، وغيرها من المواضيع
الحيوية التي تخص قطاع التعليم».
وقال: «نحن منذ أعوام، وتماشياً مع التوجهات الوطنية لتطوير التعليم، تنبهنا إلى
أهمية هذه الأمور في تحقيق تعليم نوعي، فكانت ثلاثية التعليم المستدام لدينا،
تتمثل في تحقيق المعلم المتمكن، باعتباره منطلقاً لتمكين الطالب، بجانب تغيير
أسلوب نمط التعليم من التقليدي إلى التعلم الذكي وإدخال التكنولوجيا التعليمية في
المدرسة الإماراتية، وثالثاً توفير مناهج دراسية حديثة وأساليب تعلم جديدة تضفي
قدراً كبيراً من الحداثة والتميز في عصب العملية التعليمية، وهو الطالب، الذي نريد
له أن يكون عنصراً مبتكراً يتمتع بسمات المدرسة الإماراتية».
وأكد معاليه أن الثورة الصناعية الرابعة، وما تفرضه من تحديات وتغير في شكل وهيئة
المعادلة التعليمية، أصبح معها لزاماً أن نهيئ المستقبل لأجيالنا عبر إكسابهم
ورفدهم بمهارات متقدمة في أكثر من مجال، وذلك ما تقتضيه عملية التحول التي بدأناها
في تحقيق تعليم مستدام، والانتقال إلى مجتمع اقتصاد المعرفة. وقال: «وفق التوقعات
الأبحاث، سوف تندثر تخصصات ووظائف، وسوف ينجم عن الثورة الصناعية الرابعة وظائف
جديدة، وهو ما عملنا على الاستعداد المكثف له، وكانت عملية تغيير التعليم مهمة
وطنية وشغلنا الشاغل، حيث تم تسخير الإمكانات والموارد والقوى البشرية للوصول إلى
الهدف من خلال تحقيق تغيير جذري في قطاع التعليم».
وشدد معاليه على أن تنمية التعليم مطلب ضروري لدول العالم، وهو مسعى وأولوية لدى
الحكومات والاقتصادات الباحثة عن التميز والصدارة، ونحن جزء من هذا العالم، وسيظل
مسعانا النبيل في جعل المواطن الإماراتي شخصاً عالمياً بهويته ومواطنته وعلمه
ورسالته الإنسانية، وما يتمتع به من مهارات القرن الـ21 هدفاً أوحد، نسخر له
الإمكانات والجهود كافة، وتحقيق ما نصبو إليه من رفعة وتقدم، يكون أساسهما التعليم
العصري المستدام.
جودة التعليم
قالت الدكتورة نجلاء النقبي، مدير برامج التعليم الإلكتروني والإبداع في دائرة
التعليم والمعرفة: «يعمل مؤتمر ومعرض (بِت الشرق الأوسط وأفريقيا) كمنصة
للتكنولوجيا التعليمية في أبوظبي، حيث يتشارك خبراء التعليم من جميع أنحاء العالم
بتبادل المعرفة والخبرة المرتبطة بأحدث اتجاهات التحول الرقمي، ما يشجع فرص
التواصل بين المتخصصين، كما يساعد على القيام بدور تنويري للمعلمين من جميع أنحاء
منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في مختلف الاتجاهات وحول كافة الأساليب التي تساهم
في الارتقاء المستمر بجودة التعليم في جميع المراحل ولكافة المتعلمين».
منصة لتبادل المهارات
قالت فيكتوريا جيمس، مديرة الفعاليات في مؤتمر ومعرض «بِت الشرق الأوسط وأفريقيا»:
«شعرنا بسعادة غامرة ونحن نشهد هذا الاهتمام الكبير والتفاعل خلال جلسات اليوم
الأول من المؤتمر والمعرض، وقد كان حماس المشاركين عالياً لاكتشاف مستقبل التعليم
خلال جلسة حوار قمة القيادات التعليمية التي قدمها أنتوني سالسيتو، نائب الرئيس
لقطاع التعليم عالمياً في شركة مايكروسوفت. كما تابع جميع الحاضرين بتفاعل بالغ
خلال ورشة عمل (كي-12) للقيادات التعليمية التي أدارها الدكتور جير جراوس أوبي،
مدير التعليم العالمي في كيدزانيا، حيث ضمت الجلسة فريقاً من خبراء صناعة التعليم
لمناقشة تأثير الربط بين الأطفال ومهنهم المستقبلية في مراحل مبكرة من التعليم».
ومن المقرر أن يشهد اليوم الثاني، جلسة حوار قمة القيادات التعليمية أثر تطبيق
التقنيات المساعدة في المدارس للانتقال إلى نظام تعليمي أكثر دمجاً للطلاب من
مختلف الفئات في الشرق الأوسط. وسيستضيف مسرح المعرفة والمهارات للقرن الحادي
والعشرين، كلاً من باولا باولينو وستيف بامبري، رواد الواقع الافتراضي، لشرح كيف
يمكن لهذه التقنية منح الطلاب قدرات تضاهي الأبطال الخارقين في قصص وأفلام
«مارفل»، والتعرف على إمكانات تسخير الواقع الافتراضي في تحويل بيئة التعلم في
الفصل الدراسي. ومن جانبه قال محمد سالم الظاهري مستشار رئيس دائرة التعليم
والمعرفة إن تمكين الطلبة بالمهارات والمعلومات التكنولوجية واستشراف المستقبل يعد
أولوية لدى القيادة الرشيدة وهذا المؤتمر والمعرض يضعنا أمام أحدث المستجدات في
مجال التعليم الإلكتروني ومتطلبات المرحلة المقبلة أخذا في الاعتبار دخول وظائف
جديدة وخروج أخرى من سوق العمل.
تمكين أجيال المستقبل
يقول حرب بو حرب، مدير التعليم لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة مايكروسوفت:
«تشهد المنطقة تحولاً هائلاً مدفوعاً بالتقنيات الجديدة، هذا الأمر يتطلب منّا
تمكين الطلاب من التعامل مع تلك التقنيات، حتى يكونوا مهيئين للتعامل مع تحديات
المستقبل».
وأضاف: «يلعب قادة المدارس والمعلمون دوراً حاسماً في هذا التحول، من خلال تبني
التقنيات الصحيحة لتصبح جزءاً رئيساً من جهودهم لتحقيق نتائج تعليمية أفضل تمكنهم
من توجيه وإلهام الطلاب لتطوير المهارات الضرورية من أجل وظائف المستقبل، وهذا ما
يمثل شغفنا الكبير في شركة مايكروسوفت، وبصفتنا الشريك العالمي لمؤتمر ومعرض (بِت
الشرق الأوسط وأفريقيا)، فإننا فخورون بمواصلة دعمنا لهذا الحدث الهام للعام
الرابع على التوالي، والمشاركة في المناقشات القيمة مع صنّاع القرار والخبراء
للمساهمة في تحويل مستقبل التعليم في المنطقة».
«الدرون» في
خدمة التعليم
إلى جانب جلسة «مستقبل التعلم الذكي» خلال اليوم الأول من الحدث، شهد كذلك ورشة
عمل حول استخدام الطائرات دون طيار «الدرون» للأغراض التعليمية غاية في الروعة
والتي استضافتها مؤسسة جيمس للتعليم، وقدمها بالديش نجّار، مدير الابتكار في مدرسة
فيرست بوينت، بدولة الإمارات، حيث تناول النقاش آفاق الصناعة وضوابط الحوكمة
الخاصة بتشغيل الطائرات دون طيار، والمهارات الواقعية التي تتيحها هذه التقنية في
ظل احتياجات مناهج القرن الحادي والعشرين، لدمج وتمكين المتعلمين بشكل فعلي في تلك
الإمكانات. وشمل برنامج الورشة استعراضاً لتجربة نادي الطائرات بدون طيار في
المدرسة، وتعليم الطلاب مهارات بنائها، وتنظيم سباقات للطائرات دون طيار، واستعراض
كيفية ربط تلك المهارات والمعرفة بالمناهج الدراسية وكيف يمكن استخدامها بشكل
إيجابي ومفيد.
وبنفس القدر من الإبهار والتفاعل، كانت الجلسة التي قدمها مادز ليمفيغ فوج، خبير
التعليم في شركة «ليغو للتعليم» الدنماركية، حيث ناقش تعامل الشركة مع أسلوب
التعلم عبر الترفيه والمرح في الأنشطة العملية، وأهمية تبني منهجية البهجة والمرح
في الأنظمة المدرسية، وكيف يدعم هذا الأسلوب قدرات العمل في الوظائف المستقبلية
لدى الطلاب.
الروبوت «منصور ومي» مساعد مدرس
قالت الدكتورة نجلاء النقبي مدير برامج التطوير التعليمي الإلكتروني في دائرة
التعليم والمعرفة بأبوظبي، إن الدائرة عرضت أيضاً الروبوت الذكي «منصور ومي» والذي
يعد الأحدث من نوعه والذي يتوقع أن يكون في المدارس مستقبلاً، ليعمل كمساعد معلم،
حيث بدأ استخدامه مؤخراً في السويد.
وقالت، إن الدائرة جلبت «منصور ومي»، حيث يتحول صوت المتحدث من ذكر لأنثى حسب رغبة
المستخدم، بهدف تسهيل استخدامه للزائرين للدائرة من اجل الحصول على المعلومات
والبيانات والإحصائيات الخاصة بالتعليم في إمارة أبوظبي، وذلك من خلال غرفة تحكم
معدة لهذا الغرض.
وأشارت إلى أن الجهاز متصل بنظام معلومات الطالب وتتم تغذيته بالمعلومات واللغات،
حيث يملك القدرة على تعليم اللغات الأجنبية بما فيها اللغة الصينية، وهو يستعد للتحدث
باللغة العربية. ويعطي الجهاز كافة المعلومات المتعلقة بقطاع التعليم في الإمارة.
وأوضحت أن الدائرة تعتزم تطبيقه بالمدارس حيث يجري تطويره من أجل مساعدة الطلبة
كمساعد معلم.
وقالت إن الهدف هو تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي في الإمارة وأحداث نقلة نوعية
في استخداماته في قطاع التعليم عبر وضع الطلبة أمام أحدث ما وصل إليه العلم ومنه
يبدأ نحو المستقبل.
الحافلة الذكية «واثق»
عرضت دائرة التعليم والمعرفة في جناحها بالمعرض الحافلة الذكية «واثق» المرتبطة
بنظام المعلومات الجغرافية، وتتميز بكونها متصلة بتطبيق على هواتف أولياء الأمور
يظهر لهم حركة الطالب منذ خروجه من المنزل وحتى وصوله المدرسة والعكس، ويمكن
لأولياء الأمور مراقبة صعود أبنائهم للحافلة ومغادرتها وطريق السير وازدحام
الطريق.
كما تتميز الحافلة بوجود أجهزة تراقب الحركة داخلها ومدى التزام السائق ومشرفة
الحافلة بالسير والنظم المتبعة، وكشف أي حالة من حالات التنمر داخل الحافلة
والسيارات المخالفة التي تمر بجوارها، كل ذلك لتوفير أقصى معدلات الأمان للطلبة.
23/04/2019