
تستهدف منظمة الأمم
المتحدة من خلال احتفالها هذا العام بيوم الشباب الدولي استكمال اهتمامها بموضوع
هجرة الشباب الذي طرحته عام 2013، وسلطت الضوء حينها على أسباب الهجرة، وعظمت آثارها
الإيجابية، وحاولت معالجة السلبية منها،
ليكون شعارها هذا العام "الشباب والصحة النفسية"، إذ كما للهجرة أن تقدم فرصاً
ثمينة وتساهم في تطوير المجتمعات المحلية والمجتمع ككل، يمكنها أيضاً أن تؤدي إلى
مخاطر وحالات غير مقبولة مثل العنصرية والاستغلال، والمؤدية إلى أعراض نفسية تعمل
بدورها إلى استبعادهم وتثبيط رغبتهم في طلب المساعدة، خوفاً من وسمهم بالصفات
المجتمعية السلبية.
وتسعى المنظمة خلال
هذا العام إلى تسليط الضوء على التجارب الشجاعة لبعض الشباب الذين اختاروا الحديث
عنها بغية التغلب على التمييز، ولضمان توفير الرعاية والظروف الصحية المناسبة
لهؤلاء الشباب كي ينعموا بظروف حياة صحية ومكتملة خالية من العزلة والعار، وتوفر
لهم على نحو واسع الخدمات والدعم الذي يحتاجون إليه.
وقالت إيرينا بوكوفا
المديرة العامة لليونسكو، في رسالتها بهذه المناسبة، حيث تعتبر مرحلة الشباب مرحلة
تغير جذري، وقد تكون الرحلة من الطفولة إلى عالم الكبار معقدة مما يثير العديد من
القضايا المتصلة بالصحة العقلية، فإن موضوع يوم الشباب الدولي هذه السنة هو
"الشباب والصحة النفسية"، ويعتبر تمتع الشابات والشبان بالصحة النفسية ضرورياً
للمحافظة على صحة المجتمع ككل، إذ إنهم نبع للأفكار المبتكرة وقادة للتغيير
الإيجابي.
ويتصدر التعليم
المجالات الخمسة عشر ذات الأولوية لبرنامج العمل العالمي للشباب، وكان معالي الشيخ
نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع قد أشاد بالقيادة
الرشيدة في الدولة التي تولي الشباب عناية ورعاية خاصتين، مؤكداً على أهمية إتاحة
كل الفرص أمامهم للتعليم والعمل والمشاركة الكاملة في مسيرة التنمية بالدولة، وأن
سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يضع أمور إعداد الشباب
وتنميتهم وتمكينهم في مقدمة الأولويات الوطنية، كما أن سمو الشيخ محمد بن راشد آل
مكتوم نائب رئيس الدولة، رعاه الله، يعطي أهمية خاصة، لكل البرامج الوطنية التي
تهدف إلى تحفيز الشباب، نحو الإبداع والابتكار.
ووقع مؤخراً المجلس الوطني للإعلام وجمعية
الناشرين الإماراتيين على اتفاقية لدعم النشر في الدولة والاهتمام بتطلعات الشباب
الإماراتي.
وعلى صعيد الاهتمام
بالشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، شاركت دولة الإمارات في فعاليات ورشة العمل
الخاصة بالشباب، التي تنظمها الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
تحت عنوان "الصحة والرياضة وصناعة الترفيه"، والتي أقيمت على مدار يومين
11 و12 أغسطس في دبي، بمشاركة وحضور العديد من الشخصيات وكبار المسؤولين في الدول
الأعضاء في المجلس.
ويأتي انعقاد هذه
الورشة، تنفيذاً لتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في قمتهم التي
عقدت في دولة الكويت في ديسمبر2013، بأن تتخذ الأمانة العامة الخطوات اللآزمة
لتفعيل نتائج المؤتمر الشبابي الأول الذي عقد في الرياض في أكتوبر 2013، ولمواصلة
العمل على اقتراح المزيد من المشروعات والبرامج الكفيلة بتحقيق تطلعات شباب دول
المجلس وتلبية احتياجاتهم، إيماناً من أصحاب الجلالة والسمو، بأن الشباب هم مصدر
قوة المجتمع الخليجي وأمله في المستقبل الواعد المنشود، وهم هدف التنمية ووسيلتها
الفاعلة والمؤثرة.
وفي وقت تعاني فيه
العديد من الاقتصادات المتقدمة والناشئة من شبح الشيخوخة ومخاوف تأثيرها على
مستقبل النمو الاقتصادي للسنوات المقبلة، صنفت وكالة التقييم الائتماني "موديز"
مؤخراً دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً بين الاقتصاد الأكثر شباباً خلال
الفترة من 2015 وحتى 2030، بناء على نسبة السكان فوق سن الـ 65% من إجمالي السكان
والقوى البشرية العاملة في الدولة.
هل ساعدك الموقع على الوصول إلى المحتوى المطلوب؟ نعم
لا