أكد
سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير الخارجية والتعاون
الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، أن التكنولوجيا غيّرت في شكل وأسس
التعليم وغيّرت من مهمة المعلم وطبيعة علاقته مع الطلبة، مشيراً إلى أن ثورة
الاتصالات أتاحت لأبنائنا أن يتفوقوا علينا في المعرفة وفي استخدام أدواتها
الحديثة.
واعتبر سموه أن مهمة
المعلم في هذا العصر الذي يزخر بمتغيرات كبيرة طالت كافة نواحي الحياة بما فيها
نظريات التعليم وأسسه وأساليبه، تتمثل في أن يكون المعلم محاوراً للطلبة وشريكاً
لهم في تجاربهم ومحاولات إبداعهم.
جاء
ذلك خلال افتتاح سموه لمنتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017» الذي يقام بدورته
الثانية على مدى يومين في قصر الإمارات بأبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد
بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة
الإمارات العربية المتحدة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
واستهل
سموه كلمته بتساؤل للمعلمين والمعلمات قائلاً: «كم مرة حاولتم فِعْلَ شيء في جهاز
بالبيت واستعنتم بابنكم أو ابنتكم؟ كم مرة ساعدَكم أبناؤُكم على تعلم مهارة جديدة
في هواتفكم الذكية؟ ومتى كانت آخر مرة شعرتم بأنكم قمتم بتعليم أبنائكم شيئاً
جديداً في الحياة؟.
وأضاف
سموه رداً على هذه التساؤلات «إنهم يعرفون كل شيء»، هذه إجابة أغلبيتنا، لكنها
ليست مزحة هم فعلاً يعرفون أشياء كثيرة.
وأكد
سموه أن هذا العصر الذي نعيشه يختلف عن كل ما عرفته البشرية من قبل&hellip إنه
عصر انتهت وستنتهي فيه مفاهيم ترسخت في حياة البشرية منذ آلاف السنين وبدأت مفاهيم
جديدة بالبزوغ.
وأضاف
سموه: من كان يعتقد بأن الرسائل الورقية ستَنتهي لصالح الإلكترونية؟ ومن كان يظن
بأنه سيتسوّق ويشتري ما يريد من خلال هاتف صغير؟ ومن كان يظن بأن العملة
الإلكترونية ستحل محل الورقية؟ مشيراً سموه إلى أن «القادم أكثر تحدياً والتعليم
ليس بعيداً عن هذه المتغيرات الهائلة فنحن على عتبات عصر جديد سيتغير فيه مفهوم
التعليم والمعلم والمدرسة»
وقال
سموه: «التعليم لن يكون من خلال المنهج بل من خلال التجارب بحيث سيكون البيت
للقراءة والاطلاع والمدرسة لتطبيق ما تعلمه الطالب بشكل عملي وسيقضي الطالب ثلاث
أو أربع ساعات ربما خمس ساعات فقط في المدرسة التي ستتحول من مبنى مليء بفصول
للتدريس إلى مكان أشْبَه بالنادي الرياضي أو الفني المليء بالمرافق المختلفة لكي
يمارس فيها الطلاب أنشطتهم التعليمية».
وأضاف
سموه «سينتهي الحفظ في عصر غوغل وويكيبيديا والهواتف الذكية وستذوب المناهج
تدريجياً في يوتيوب وخان آكاديمي وتطبيقات الهواتف المتخصصة في المعرفة والتعليم».
وتابع
سموه: «أعرف أن مِن بينكم من يتساءل الآن وكيف سيتعلم الطلبة؟ وماذا سيتعلمون؟
أبشركم، أبناؤنا اليوم يعرفون أكثر منا ويفهمون ربما أكثر منا.. ولكن ليس أكثر منا
عندما كنا في عمرهم بل أكثر منا الآن».
وقال
سموه: «في ظل هذه المتغيرات الهائلة التي صارت واقعاً حولنا سؤالي لكم هو ما هو
دور المُعلّم؟ حتى نجيب على هذا السؤال علينا أن نكون واقعيين ونبتعد قليلاً عن
العاطفة قليلاً ونعترف أن المعلم سيفقد دوره لصالح التكنولوجيا وشاشة الهاتف
والذكاء الصناعي الذي بدأ يجتاح أهم مجالات الحياة اليوم كالصحة والنقل والتعليم
ليس بعيداً عنه.
وأضاف
سموه، على المُعلّم الذي يريد أن يواكب العصر أن ينتقل من كونه معلماً يُلقي
الدروس ويُصحح الواجبات ليكون مُوجّها أو Mentor يحاور
الطلبة يبحث معهم ويمارسون أنشطة جماعية تساعدهم في تنمية مهاراتهم وأساليب
تفكيرهم مشيراً إلى أن الشركات اليوم توقفت عن تدريب موظفيها وبدأت بإرسالهم
لبرامج توجيهية مع محترفين ومتخصصين في مختلف القطاعات لأن التوجيه يعني بأن يتعلم
الإنسان خبرات حقيقية من واقع الحياة، وليس فقط من بطون الكتب.
وأوضح
سموه بأنه في القطاع التعليمي صارت قدرة الأطفال والطلبة على التعلم تفوق قدرة
معلميهم ومخزونهم المعرفي لأن هؤلاء الصغار يبحثون عن كل معلومة جديدة تقدمها لهم
الحياة بمختلف وسائطها المفيدة والمسلية في الآن نفسه.
وأضاف
سموه: أما بالنسبة للمناهج فنحتاج أن ندرك بأن ما بين أيدينا اليوم لم يعد صالحاً
لهم وبالتأكيد ليس لنا وأنا هنا لا أتحدث عن دولة الإمارات فقط بل عن المنطقة
والعالم ما عدا بعض الدول التي أخذت على عاتقها مهمة التخلص من التعليم التقليدي
وإشراك الطلبة في تصميم المناهج مع المعلم كُلٌّ حسب قدراته وميوله وإمكاناته
الخاصة به، فعاشق التاريخ سيدرس منهجاً يختلف عمّن يهوى الحسابات الرياضية ومَن
لديه ميول فنيّة سيكون في مجموعة لا شأن لها بمجموعة اللغات أو البرمجة.
وأكد
سموه أن الهدف من المنظومة التعليمية الجديدة التي بدأت تجتاح العالم ليس تلقين
الطلاب نظريات فيثاغورث وحساب نصف قطر الدائرة والجدول الدوري للعناصر الكيميائية
بل تعليمهم كيف يفكرون وكيف يبحثون ويستنبطون وكيف يمتلكون أدوات تمنحهم القدرة
على المساهمة في تنمية مجتمعاتهم والمشي في ركب الحضارة الإنسانية. وأضاف سموه
«أساتذتي لم آتِ اليوم لأُنظّر عليكم حول مستقبل التعليم فأنتم أهله وأدرى به ولكن
جئتُ لأتحدث إليكم كأب وأقول لكم إن العالم خارج جدران المدرسة قد اتسع
كثيراً&hellip وعالم أبنائنا صار أكبر
مِنّا كأولياء أمور ومنكم كمعلمين ومشرفين على العملية التعليمية.
وقال
سموه: دعونا نعمل سوياً لنفهم هذا الجيل الجديد لنسعى ونكون على قدر المسؤولية
الحضارية التي تواجهنا كمربين في القرن الحادي والعشرين.
واختتم
سموه كلمته الافتتاحية بكلمات لجبران خليل جبران تقول:أنتم الأقواس، وأولادكم
سهامٌ حيةٌ، قَد رَمَتْ بها الحياةُ عن أقواسِكم.
حسين الحمادي: التغيير الإيجابي في العالم يبدأ من
المعلم
أكد معالي
حسين إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، دور المعلم في غرس قيم الخير
والتسامح والعطاء في الأجيال القادمة لضمان إحداث تغيير إيجابي في العالم.
جاء
ذلك خلال جلسة الحوار الخاصة التي أقيمت ضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى
المعلمين الدولي «قدوة 2017».
وركز معاليه على منظومة
التعليم، معتبراً أنها جزء لا يتجزأ من منظومة أي دولة في العالم، حيث قال: «لا
يمكن فصل منظومة التعليم عن منظومة الدولة، ونحن في دولة الإمارات، وبفضل دعم
وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، وحرصهم الشديد على المنظومة التعليمية بشكل خاص، نعي أن
تطوير التعليم هو مسؤولية الجميع، ولا بديل عن تعاون جميع الجهات المعنية والمختصة
الحكومية منها والخاصة، وذلك لتحديث هذه المنظومة بما يتناسب مع التطور العلمي
والتكنولوجي الذي يشهده العالم».
وشدّد
معاليه على أن هذا التحديث لن يؤتي ثماره إن لم يتزامن معه تطور المعلم وإتقانه
لهذه الطرق والتقنيات الحديثة، مستعيناً ببرامج وزارة التربية والتعليم في
الإمارات كمثال على الخطوات التي تتخذها الدولة بهذا الصدد، حيث قال: «لا يتطور
التعليم دون المعلم، وقد قمنا في دولة الإمارات بإطلاق برامج عدة خاصة بتطوير
المعلمين تخضعهم لأكثر من 100 ساعة تدريب سنوياً، هذا بالإضافة لتنظيم الوزارة
بالتعاون مع مختلف المؤسسات المحلية والدولية للعديد من المحاضرات والندوات
المختصة للمعلمين».
وتطرق
معاليه إلى مشروع «معلم المستقبل» الذي أطلقته الوزارة مؤخراً لإعداد جيل جديد من
المعلمين والمعلمات القادرين على استيعاب ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية
المتسارعة، حيث يخصص البرنامج منحاً دراسية للراغبين من أبناء الدولة والمقيمين
لدراسة التخصصات التربوية في عدد من أهم الجامعات في دولة الإمارات، لتقدم لهم
بذلك الدعم الأكاديمي والتدريب المهني اللازم خلال دراستهم الجامعية، مع إتاحة فرص
عمل لدى وزارة التربية والتعليم بعد التخرج.
وأكد
معاليه ضرورة تشجيع أصحاب التخصصات الحيوية الأخرى على دخول مجال التعليم، وأن
دولة الإمارات تعتبر سبّاقة في هذا المجال من خلال مبادرة «علّم من أجل الإمارات»،
التي نجحت باجتذاب وتأهيل أكثر من 1000 خريج جامعي من مختلف التخصصات، من بينهم
188 مهندساً يمارسون مهنة التعليم حالياً.
وحول
إدراج الابتكارات التكنولوجية في المنهج الدراسي، قال معاليه: «تتيح التكنولوجيا
الحديثة وسائل وأدوات تعليمية مؤثرة وفعالة للغاية، ولكن مع ضرورة إلمام وإتقان
المعلم لهذه التقنيات والوسائل. وقد قمنا بعدة تجارب ودراسات ميدانية بهذا الخصوص
في الكثير من المدارس، تبيّن لنا من خلالها ارتفاع مستوى الطلاب بشكل ملحوظ، وأن
قدرة الطالب على الاستيعاب من خلال تجربة الواقع الافتراضي على سبيل المثال، أسرع
بمعدل الضعف عن الطرق التقليدية».
وأضاف: «تثري التقنيات
الحديثة ومن بينها الواقع الافتراضي التجربة التعليمية ككل، ويجب الاستفادة من
تجارب مدارس القطاع الخاص والمراكز التدريبية العالمية، ونقل هذه التكنولوجيا في
أسرع وقت ممكن، مع ضرورة إيجاد طريقة مستدامة وذات كلفة منخفضة تتيح لجميع الدول
وجميع المدارس القدرة على إدراجها ضمن مناهجها التعليمية».
وختم
معاليه: «لقد قام معلمنا الأول المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،
طيب الله ثراه، ببناء مجتمع دولة الإمارات على قيم عظيمة أساسها المحبة والسلام
والتسامح والمساواة بغض النظر عن اختلاف الدين أو العادات أو التقاليد. وهذا هو
دور المعلم في المدرسة أيضاً، علينا أن نغرس هذه القيم الفاضلة والنبيلة في
الأجيال القادمة إذا ما أردنا جميعاً أن نحدث تغييراً إيجابياً في العالم».
نورة الكعبي: التكنولوجيا لن تنافس المعلم
أكدت
معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي أن
التكنولوجيا والعلوم مهما طورت من وسائل وتقنيات لتسهيل العملية التعليمية، لن
تؤثر على دور المعلم، لكونها في الأساس تفتقد لعنصر التواصل العاطفي مع الطالب،
مشيرة إلى أن المعلم شكل قدوة للأجيال السابقة ولبعض الشباب من الجيل الحالي،
والكثير منا يحب مواد دراسية محددة لمجرد حبه لأسلوب المعلم، لذلك لن يغيب دور
المعلم حتى عند تطور الأساليب الحديثة.
وأضافت
معاليها: إن وسائل التكنولوجيا الحديثة على الرغم من أهميتها وضرورتها، إلا أنها
ليست إلا أدوات لتمكين المعلم من مقاربة الجيل الجديد لاكتساب المعرفة، وسيبقى
الطالب دائماً في حاجة إلى نموذج إنساني يغرس فيه القيم والأخلاق.
جاء ذلك خلال مشاركة
معاليها في جلسة بعنوان «لقاء مع قدوة» ضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى المعلمين
الدولي «قدوة 2017» وحاورها محمد خليفة النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان
ولي عهد أبوظبي.
ولفتت
معاليها إلى أن المعلم لديه دور مهم وأساسي في عملية تكوين شخصية الطالب، مستشهدة
بتجربتها الشخصية مع المعلم كون والدتها كانت تعمل بمهنة التدريس، مؤكدة على تأثر
شخصيتها بشكل كبير بالأسلوب المتشدد لوالدتها في التعامل معها كطالبة من دون
مراعاة كونها ابنتها.
ورداً
على سؤال من أحد الحاضرين حول دور الفنون والثقافة والتعليم في تمكين الطلبة من
مهارات التفكير النقدي والابتكار والثقافة العالية، قالت معاليها: «الطفل اليوم
يريد أن يغني أو يرسم أو يكون «سوبر ستار» متأثراً بكل ما يراه حوله في المجتمع
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك من الضروري تسخير الفنون والثقافة بشكل إيجابي
لتخدم العملية التعليمية.
وأضافت:
إن اختلاف ثقافات الطلبة وطرق التربية المختلفة هي من أهم الأسباب التي جعلت دور
المعلم أكثر صعوبة من حيث توحيد طريقة إيصال المعلومة لكافة الطلبة، مشيرة إلى
ضرورة الاستعانة بالفن والوسائط التكنولوجية في عملية التعليم بالإضافة لكيفية فهم
الطريقة الأنسب لتوصيل المعلومة للطلبة.
ونوهت
معالي نورة بنت محمد الكعبي بدور مؤسسة أبوظبي للإعلام في تنظيم نشاطات تعليمية
للأطفال مثل المخيم الصيفي التفاعلي الذي يدرب الصغار على أسس العمل الإعلامي
وتقديم العروض التوضيحية والترويج لفكرة أو مبادرة وكيفية صناعة الخبر العاجل.
وفي ردها على سؤال آخر من
الحضور حول كيفية مساعدة الطلبة على تحديد مصدره الإعلامي السليم في ظل انتشار
الأخبار الكاذبة، شددت معالي نورة الكعبي على ضرورة تعليم الطالب كيفية التحري عن
دقة المعلومة عن طريق عرض معلومة غير صحيحة ومعلومة أخرى صحيحة ودعوة الطالب إلى
التحقق بنفسه، مشيرة إلى أهمية دور الإعلام في العملية التعليمية.
وحول
ضرورة أن تضم كل مدرسة مرشداً اجتماعياً لمساعدة المعلم على تجاوز مشاكله
الاجتماعية، أيدت معالي نورة الكعبي الفكرة معتبرة إياها خطوة متقدمة في إرساء
بيئة إيجابية داخل المدرسة خاصة، مشيرة إلى أن الاختصاصي الاجتماعي يشكل حلقة وصل
محورية بين أركان العملية التعليمية.
المعلم نواة تطوير المنظومة التعليمية
أكد
وزراء مشاركون في منتدى المعلمين الدولي «قدوة» أن المعلم هو نواة تطوير المنظومة
التعليمية في مختلف دول العالم وعليه أن يملك الأدوات اللازمة لمواكبة التطور
التكنولوجي الذي يشهده عصرنا الحديث.
وأكدت
معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح، أن الإمارات تفخر
بتنظيمها لمنتدى «قدوة»، وإتاحة الفرصة للمعلمين والخبراء من العالم أجمع للمشاركة
في المنتدى، بما يعكس المسؤولية المجتمعية لدى الجميع.
وأشارت إلى أنها استفادت
كثيراً من مشاركتها في هذا الحدث التعليمي العالمي البارز، حيث تم طرح وجهات نظر
جديدة ومختلفة عما كان في السابق، الأمر الذي يخدم مسيرة التقدم والتنمية في قطاع
التعليم على المستويين المحلي والعالمي.
من
جانبه، أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، أن
المعلم هو «نواة» أي تطوير في المنظومة التعليمية، فلا يمكن تطوير العملية من دون
العمل على الارتقاء بالمعلمين وتطوير أدائهم.
وقال
معاليه: إن المعلم هو «قدوة» للطلبة الذين يقضون فترة كبيرة من يومهم مع المعلمين
داخل الصفوف، فهم من يقدمون لهم الدعم والمساندة، ويساهمون في تحديد خطواتهم في
مسيرتهم العلمية والعملية.
وأشار
إلى أن التحول الجذري الذي طرأ على القطاعات كافة في العالم وضع تحديات كثيرة أمام
المنظومة التعليمية التي عليها أن تواكب هذه التطورات كافة. وأكد معاليه أن أساس
هذا التطور يقع على عاتق المعلم الذي يعد الركن الأساسي في العملية التعليمية، فلا
يمكن إحداث أي تغيير أو تطوير في العملية التعليمية إلا بتطوير المعلم.
وأشار
إلى أن تطوير مهنة التعليم لصالح المعلم وتستوجب إعداده إعداداً متكاملاً من خلال
محاور كثيرة، أبرزها الناحية الأكاديمية والمهنية والثقافية لتمكنه من التفاعل
المبدع مع الطلاب ومستجدات العصر، مؤكداً أن قيادة الدولة الرشيدة أولت قطاع
التعليم جل اهتمامها لبناء جيل مبني على المعرفة ويؤمن بالتسامح واحترام الآخر
وفقاً لأرقى المعايير التي تأخذ بها النظم التعليمية المرموقة.
كما أكد معالي سهيل بن
محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة أهمية منتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017» الذي
انطلق أمس، وجمع عدداً كبيراً من المعلمين والخبراء ورواد الأعمال من جميع أنحاء
العالم للمناقشة، والاستفادة من الخبرات لرسم ملامح مستقبل التعليم.
ولفت
معاليه إلى أهمية أن يكون المعلم قدوة ومرشداً قادراً على مواكبة التغيرات التي
تطرأ على المنظومة التعليمية والمدرسة التعليمية، موضحاً أن تطوير مهارات المعلم
جزء من استراتيجية الإمارات لتطوير المنظومة التعليمية، داعياً إلى مسارعة الخطي،
بحيث نجهز أبنائنا ليكونوا مستعدين للمستقبل المتغير، وصولاً إلى تحقيق افضل مستوى
تعليمي في العالم.
وأكد
معالي سهيل المزروعي أن كلمة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية
والتعاون الدولي في الكلمة الافتتاحية خلال انطلاق أعمال «قدوة 2017» نبهت اليوم
إلى وضع تصورات وخطط وبرامج تعليمية تواكب المنظومة التعليمية لتتواكب مع التغير
الكبير الذي نشهده في الوقت الحالي.
«قدوة» خطوة تستشرف الغد بكل ثقة
أكد
محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي للعمليات المدرسية بدائرة التعليم والمعرفة، أن
مثل هذا المنتدى الذي يشارك فيه 1056 شخصاً من مختلف مدارس الدولة وخارجها، إضافة
إلى نخبة من المحاضرين الذين اختيروا بعناية من جميع دول العالم، سيكون إضافة
فارقة، وقفزة نحو مستقبلٍ زاهرٍ مشرق، وخطوة تستشرف الغد بكل ثقة، وتعطي لنا جيلاً
معنياً بالإبداع، مختزلاً بالفكرة، ماضياً نحو أفق النجاح والتطلعات البناءة،
مضيفاً أنه إلى جانب المنتدى ورش عمل تعطي أكثر فاعلية ودافعية لما وصل إليه
التعليم على مستوى العالم، حيث إنها تساهم في تبادل الخبرات ونقل الثقافات
التعليمية ما بين المعلمين، وبعد ذلك بإمكانهم نقل خبراتهم إلى بلدانهم ومدارسهم
التي ينتمون إليها وشرح كل ما استفادوه من منتدانا التعليمي «قدوة».
وأشار
الظاهري إلى أن مثل هذه المنتديات تبيّن لنا ما المستوى الذي وصل إليه التعليم في
دول العالم، وأهم وسائله، وما الاستفادة منها من حيث النسب والمقارنات والمقترحات
والمعطيات بالأدلة التعليمية فكل ذلك جاء في مكانٍ واحد، وتحت سقفٍ واحد، مما يجعل
تبادل الخبرات التعليمية أكثر فائدة وتصب في مصلحة الجميع.
وأضاف:
اليوم التعليم أصبح مختلفاً عن السابق، فالمعلم يعطي الفكرة، والطالب يبحث عن
المعلومة، أي أن التعليم أصبح كفريق عمل واحد.
قيادتنا تسعى لتحقيق سعادة المعلم
عبر
معلمون مشاركون في منتدى «قدوة» عن سعادتهم بالمنتدى، مثمنين دور القيادة الرشيدة
في دعمهم وتقدير دور المعلم في بناء وتنمية المجتمعات، كما أشادوا بما تقوم به
دولة الإمارات في سبيل تحقيق السعادة للمعلم. وذكرت خلود المنصوري، أن عنوان منتدى
قدوة في نسخته الثانية والذي يحمل «التعليم من أجل المستقبل»، يعتبر منصة للتجارب
وتبادل الخبرات، ويقدم أفضل الممارسات، ويسلط الضوء على نماذج رائدة أحدثت فرقاً
في مسار التعليم على مستوى العالم.
وقالت
المعلمة هيام الحوسني: إن منتدى قدوة عُقد تزامناً مع «يوم المعلم»، ليكون بدوره
داعماً له، وذلك في سبيل الارتقاء بالمنظومة التعليمية في الدولة، مضيفة أن أهمية
المنتدى تكمن في فتح آفاق التواصل والحوار مع القادة والمسؤولين في مجال التعليم؛
بهدف الوصول بالدولة إلى مصاف الدول المتقدمة في المجال التعليمي. وأكدت المعلمة
الفلسطينية حنان الحروب، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد
أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نموذج يقتدى به على مستوى العالم، وذلك
من خلال دعمه غير المحدود للمعلم، موضحة أن سموه على دراية تامة بقيمة المعلم في
بناء المجتمع.
وأكدت المعلمة حصة علي،
أهمية المنتدى في تبادل الخبرات من شتى الدول؛ بهدف الارتقاء بمستوى التعليم في
الدولة، موضحة أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب
القائد الأعلى للقوات المسلحة، له الفضل في دعم المعلم من خلال تأسيس هذا المنتدى
السنوي.
وأشارت
المعلمة فاطمة عبيد المراشدة، إلى أن المنتدى يهدف إلى تثمين دور المعلم في بناء
المجتمعات المتحضرة والمتعلمة، كما أشادت بدور وزارة التربية والتعليم في سعيها
لتطوير مهارات المعلم، وذلك من خلال توفير الدورات التدريبية التي يحتاج إليها.
وأشادت المعلمة ماجدة
عبدالله داغر، بإقامة منتدى «قدوة»، احتفاءً بدور المعلم محليا وعالمياً، وقالت:
«إقامة المنتدى دليل على أن القيادة الرشيدة في الدولة تولي اهتماماً بالمعلم».
بدوره،
عبر المعلم أحمد الكعبي عن سعادته بالبالغة بالحضور والمشاركة في هذا المنتدى الذي
يحتفي بالمعلم وبدوره المهم في بناء الأمم، وأوضح أن الحكومة أحدثت قفزة هائلة في
تطوير المعلم وتصنيفه ليكون أكثر فاعلية.
من
جانبها، ثمنت المعلمة سرية حسن الحفيتي دور المؤتمر في إثراء معرفة المعلم، كما
عبرت عن سعادتها بمبادرة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية
والتعاون الدولي، قائلة: «تعمد قيام سموه بالجلوس في الصف الخلفي خلف المعلمين ما
هي إلا رسالة واضحة بأهمية دور المعلم وبقيمته العظيمة في بناء المجتمعات».
أما
المعلمة جميعة أحمد اليماحي، أكدت أن قيام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان
بالجلوس خلف المعلمين يحمل تفسيراً واضحاً لمعنى «القدوة»، معبرة عن شكرها الجزيل
لسموه على هذا الموقف، وعلى كلمته التي ألهمت جميع المعلمين. أوضح الدكتور سعيد
مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، أن اختيار المنتدى في هذه الأيام بالتحديد
تزامناً مع يوم المعلم، احتفاءً به، وأن أفضل مكافأة للمعلم هي وضعه على الطريق
الصحيح لمستقبل التعليم، مضيفاً أن المنتدى يسهم في تبادل الخبرات والحلول وتعزيز
الفائدة المعرفية لدى المعلمين التي تسهم في تطوير مهاراتهم والاستعداد للمستقبل
الذي أصبح شاغل كل الذين يعملون في هذا المجال. وقال: «كلمة سمو الشيخ عبدالله بن
زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، كانت معبرة، وتدل على متابعة حثيثة
واهتمام بالتعليم، وبإسعاد المعلم، نعبر عن فخرنا واعتزازنا بمساهمات القيادة
الرشيدة في التعليم ودورهم في تحفيز المعلم، نفخر بوجود قيادة تقف إلى جانب المعلم
وتدعمه، وتسعى أن تضع كل الإمكانات من أجل إسعاده».
معلمون: «قدوة» إضافة للفكر الإنساني والنهج التعليمي
أكد
معلمون مشاركون في «قدوة»، أن المنتدى يشكل إضافة للفكر الإنساني والنهج التعليمي.
وقالت
المعلمة فاطمة سالم الصوافي، إن مؤتمر قدوة يساهم في تطوير التعليم، وتطوير ذات
المعلم نفسه؛ لأن يكون قادراً على خلق وصنع جيل يدرك قيمة التعليم نفسه، فكل ما
يقوم به المعلم من ممارسات سواء أكانت إيجابية أو سلبية فهي تنعكس على الطالب لأنه
قدوة.
وأوضحت المعلمة منى سالم،
أن مثل هذه المؤتمرات التعليمية تطوّر من مدى تفكير المعلم في عملية التعليم، وأن
المعلم يستفيد من خبرات المعلمين في البلدان الأخرى، ولا يتقيّد بالدائرة نفسها،
بل ينطلق لفضاء مفتوح وواسع، ويحلق بطلابه نحو الإبداع ولا يقف عند نقطة معينة.
وقالت المعلمة شيخة محمد الزحمي: إن مثل هذه المنتديات تضيف للمعلم كل ما هو جديد،
مما يساعده في بناء الفكرة السهلة التي تصل إلى عقل الطالب ببساطة ومرونه وسهولة
احتوائها وفهمها في الوقت نفسه.
وبينت
المعلمة بشرى علي سالم النقبي، أن دور المعلم الحقيقي هو تربوي طالما كان مربياً
للأجيال، وأن المعلم يقوم بنقل رسالة عظيمة لأبنائه الطلبة من خلال ترسيخ قيّم
التسامح والمحبة والتآلف والأخوة، إلى جانب تعليمهم المناهج الدراسية، بالإضافة
إلى أن المناهج الدراسية ذاتها تحتوي على العديد من القيّم، وخاصة الآن أصبحت هناك
مادة إضافية للمناهج التعليمية «التربية الأخلاقية» مما يبيّن لنا قيمة التعليم
ومكانته في تربية الأجيال فهذه المناهج ترسخ مبادئ سامية. وأضافت المعلمة عائشة
محمد المرزوقي: أن مثل هذه المؤتمرات التعليمية التي نشهدها اليوم هي دافع قوي
للانطلاقة بكل ابتكارية وإبداع لتحقيق رؤية دولة الإمارات وقيادتها، وتعطي حافزاً
وتبني قوة داخلية لكل معلم على أن ينتج الأفضل، ويقدم كل ما لديه في ظل التنافسية
البناءة لخدمة المجتمع.
من
جانبه، أكد إسماعيل الحوسني معلم مادة الأحياء بمدرسة خليفة بن زايد الثانوية، أن
المنتدى فتح آفاقاً جديدة أمام المعلمين؛ للاطلاع على التجارب الحديثة في العالم،
كون المنتدى يستقطب أعداداً كبيرة من المشاركين من مختلف الجنسيات.
«أصحاب
الهمم» يشاركون في تنظيم «قدوة 2017»
تشارك
مجموعة من الأولمبياد الخاص - أصحاب الهمم - في تنظيم فعاليات منتدى المعلمين
الدولي «قدوة 2017». وتأتي مشاركة الأولمبياد الخاص - في المنتدي الذي تعقد
فعالياته على مدى يومين في قصر الإمارات - ترسيخاً لقدرتهم على العطاء والمساهمة
في مختلف الأنشطة الاجتماعية والعلمية والرياضية، وإيماناً بإمكاناتهم الفاعلة
والمنتجة لخدمة المنتدى وغيره من الأنشطة، حيث قام أصحاب الهمم بمعاونة المنظمين
في تسجيل وإرشاد الحضور، إضافة إلى خدمات إدارية أخرى. ويتطلع «قدوة» إلى تمكين
المعلمين ودعم مسيرتهم المهنية وتقدير رسالتهم النبيلة، ويجمع ضمن فعالياته أكثر
من 900 مشارك من معلمين وخبراء ورواد في قطاع التعليم من الإمارات، وأكثر من 80
دولة لتبادل التجارب والرؤى التي تلهم معلمي المستقبل، وترتقي بمسيرة التعليم.
ويناقش «قدوة» قضية التعليم من أجل المستقبل من خلال جلسات تفاعلية ونقاشات وورش
عمل مع خبراء ومؤثرين ورواد في قطاع التعليم من كل أنحاء العالم.
«معلم
كفيف» يدرس الإنجليزية للفقراء
أعرب
مانيل ماهارجان، «كفيف» من النيبال عن سعادته بتواجده في منتدى «قدوة»، وهو ما
يعطيه حافزاً إيجابياً ويؤثر على حياته للأفضل.
ويدرس
مانيل اللغة الإنجليزية لعدد كبير من الطلاب الفقراء وأثبت جدارته في مهنته
بالتغلب على إعاقته وإعطاء دافع كبير لكل من حوله بالآمل، وخاصة أنه يقصد المناطق
الفقيرة لتدريس الأطفال فيها ومساعدتهم على التعلم، ويقول: «بعد الانتهاء من
دراستي سألت نفسي ما هي الخطوة التالية في حياتي، فبدأت بالبحث عن الفرص حتى سمعت
بالصدفة عن إعلان يتحدث بريقة شيقة عن كيفية المساهمة في تطور المجتمع انطلاقاً من
كل شخص، وباعتباري مدرساً قررت مساعدة الطلاب الذين يعيشون في المجتمعات الفقيرة،
وتطوير قدراتهم ومنحهم حقهم في التعلم، وأنا اليوم أقوم بمساعدة هؤلاء الطلاب.
ويعبر
مانيل عن فخره بكونه يعمل في مجال التدريس، ويضيف: «أنا أحب هذه المهنة وقادر على
تعليم طلابي بكل سلاسة باستخدام برنامج بويربوانت، وجهاز العرض، حيث اجتهدت في
الاستفادة من التطور التكنولوجي وطورت ذاتي من خلال العمل على جهاز مخصص.
ويتابع:
إن طلابي قد يكون لديهم مشاكل اجتماعية وأهمها المعاناة من الفقر، لكن ليست لديهم
إعاقات جسدية، فهم طلبة أسوياء، لذا فإن المستقبل لديهم كبير».
ويقول:
إن التكنولوجيا ستكون داعماً أساسياً لأصحاب الهمم، ولابد من استخدامها على نطاق
واسع، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تهتم بأصحاب الهمم، وأن اختيار هذا المسمى يدل
على رقي دولة الإمارات، وتوفير التعليم لكل الفئات وعدم حرمانهم أو التقصير بحقهم
بسبب أمور خارجة عن إرادتهم.
07/10/2017