نظمت وزارة التربية والتعليم مؤخرا بحضور معالي
جميلة بنت سالم المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام وسعادة الدكتورة آمنة
الضحاك الشامسي وكيل مساعد لقطاع الرعاية والأنشطة وإبراهيم علي خادم نائب
مدير مهرجان طيران الامارات للآداب وبحصور ما يزيد عن 600 من أعضاء الميدان
التربوي بقاعة كلية التقنية العليا للطالبات بدبي محاضرة بعنوان" لماذا
السعادة في التعليم" والتي قدمها السير أنتوني سيلدون خبير تربوي في السعادة
والايجابية، واستعرض خلالها أهمية السعادة بوصفها وسيلة ناجعة لتحقيق مستهدفات
واضعي السياسة التعليمية ، الرامية لتحسين مستوى الطلبة الأكاديمي.
وقالت معالي جميلة المهيري "أن وزارة
التربية ومن خلال مجمل سياساتها التربوية اتخذت من مفهوم السعادة في التعليم أساسا
محوريا لتحقيق النتائج المرجوة المتمثلة برفع كفاية الطلبة أكاديميا ونفسيا
واجتماعيا وذلك لأهمية تكامل كافة الجوانب التي تشكل شخصية الطالب والعمل
على تنميتها وصقلها".
وأكدت معاليها أن السعادة في التعليم باتت أهمية
وأولوية قصوى وذلك استنادا إلى الدراسات المتخصصة التي تشير إلى مفعولها في تحسين
أداء الطلبة والارتقاء في نتائجهم الدراسية، وذلك من خلال تهيئة الأجواء الإيجابية
للتعليم في المدارس وبث روح المنافسة في أداء الطلبة وهو ما من شأنه تحقيق الغايات
والمستهدفات المنشودة في التعليم بالدولة.
ولفتت معاليها إلى اهتمام القيادة الرشيدة الكبير
بأهمية السعادة وجعلها أساسا في كافة الممارسات الحكومية، إذ أفردت القيادة وزارة
متخصصة بالسعادة تتابع عبر عدة مؤشرات نجاح المؤسسات الحكومية في تحويل مفهومها
إلى ممارسات فعلية على أرض الواقع، وفي استجابة لذلك قامت الوزارة بتشكيل مجلس
متخصص بالسعادة والإيجابية يتولى بلورة مبادرات حيوية وفعالة يشارك فيها كافة
الميدان التربوي من أجل تدعيم المنظومة التعليمية في الدولة .
وخلصت معاليها إلى ضرورة العمل على بث روح
السعادة في مختلف مفاصل العملية التربوية والتعليمية وذلك من خلال تكريس أهميتها
ومفهومها لدى الميدان التربوي الذي يشكل حلقة الوصل بين السياسات التعليمية من جهة
والطلبة من جهة أخرى، لذا عكفت الوزارة على استضافة متخصصين في مجال السعادة
ليقدموا للميدان خلاصة تجاربهم في مجال السعادة وأثرها في التعليم والمنتج
التعليمي تاليا.
ومن جهته قال إبراهيم خادم "إن هذه المحاضرة
تأتي ضمن تعاون مشترك بين مهرجان طيران الامارات للآداب ووزارة التربية والتعليم
من أجل الاستفادة من تواجد نخبة الخبراء والمختصين الذين يحلون ضيوفا على المهرجان
كل عام، حيث نحرص دائما على إذكاء نزعة القراءة لدى المعلمين والمربين لما لها من
تأثير كبير على بث روح الإيجابية والسعادة في الفرد"
بدوره أشاد السير أنتوني سيلدون مدير مدرسة
ولينغتون في المملكة المتحدة ومؤسس معهد التاريخ البريطاني المعاصر ومؤسس مبادرة
"العمل من أجل السعادة" على المكانة المتميزة التي احتلتها دولة
الإمارات من بين 200 دولة حول العالم في قطاع التعليم مثنيا على الجهود الكبيرة التي
تبذلها وزارة التربية والتعليم في تطوير منظومتها التعليمية.
وقدم سيلدون عرضا مفصلا عن أهمية السعادة في
التعليم وعن قدرتها على حفز الطلبة على توسيع مداركهم وإطلاق العنان لقدراتهم من
خلال إيجاد بيئة تعليمية محفزة تتبنى مختلف النقاط الإيجابية في الطلبة
وتحويلها إلى ممارسات عملية يومية في سلوكهم بغية تنميتها والاستفادة منها في
تحسين أدائهم.
ونوه خلال محاضرته إلى أهمية ارتباط السعادة كفعل
جماعي لكافة أفراد المجتمع بالقيم السائدة وذلك لما لها من مفعول في توسيع
صلة العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد بمختلف شرائحه بما فيهم الطلبة ما من شأنه
أن يفتح باب الإنجازات على مصراعيه للجميع كل في موقعه وحسب المطلوب منه.
وأوضح أن التغيير في نمط التعليم مرتبط بعدة
عوامل أهمها المعلم الذي يعد الأساس في نقل المعرفة للطلبة لذلك يجب على تلك
الشريحة أن تقوم بلفت انتباه الطلبة إلى أنفسهم وقدرتهم على النبوغ والتفوق في
تحصيلهم الدراسي من خلال بث الطاقة الإيجابية لديهم وإقناعهم بقدرتهم على التغيير
مشددا على أهمية معرفة توجهات الطلبة المستقبلية في الحياة العلمية وحثهم على
تحقيق ما يطمحون إليه من خلال تنمية مواهبهم.
وبين أن السعادة بالنسبة للطلبة مرتبطة ارتباطا
وثيقا بالأداء الجيد، إذ من الضرورة ممارسة بعض الضغوط على الطلبة من قبل معلميهم
من أجل تنفيذ ما يطلب منهم بمهارة عالية وهو ما يولد لدى الطلبة بعد ذلك شعورا
عارما بالسعادة والرضا عن النفس، وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على مسيرتهم الاكاديمية
.
وحث سيلدون أعضاء الميدان التربوي إلى ضرورة
صياغة قيم هامة من شأنها أن توفر أجواء إيجابية في التعليم منها غرس أهمية العطاء
في نفوس الطلبة وحثهم عليه، وكذلك حثهم على البحث عن أسلوب حياة خاص بهم والخروج
عن المألوف بالتفكير لإطلاق العنان لأفكارهم ومواهبهم وترجمتها على أرض الواقع،
واكسابهم مهارات حول كيفية التعامل مع الضغوط وتجاوزها.
19/03/2017