تحت رعاية محمد بن زايد، سيف بن زايد يفتتح الدورة الثالثة من قمة أقدر العالمية في موسكو.
- سيف بن زايد : قمة أقدر العالمية بنسختها الحالية مثالاً حياً للعلاقات الدولية المتميزة.
- سيف بن زايد : الإنسان هو أساس التنمية والحضارة.
- سيف بن زايد : الإمارات ستعرض تجربتها الريادية في تمكين الإنسان في كافة المجالات.
......................................................................
.............................................

موسكو في 29 أغسطس / وام / تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، اليوم فعاليات الدورة الثالثة من قمة أقدر العالمية التي تقام بالتزامن مع منتدى موسكو العالمي "مدينة للتعليم" في الفترة من 29 أغسطس ولغاية 1 سبتمبر 2019 في موسكو، تحت شعار "تمكين المجتمعات عالميا: التجارب والدروس المستفادة".
وأعرب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان - في الكلمة الافتتاحية للقمة - عن اعتزازه بإقامة هذه النسخة من القمة في موسكو التي تأتي وفق رؤية القيادة الرشيدة بالدولة و أسوةً بمشاركة روسيا المتميزة في القمة السابقة بالإمارات والتي تؤكد أهمية العمل المشترك والعلاقات بين الدول في تعزيز تمكين الإنسان.

وقال سموه إن قصة الإمارات وإنسان الإمارات قديمة قدم التاريخ الإنساني، لكن قصة دولة الإمارات العربية المتحدة بكيانها الاتحادي حديثة، لم تتجاوز الخمسين عاما حتى الآن.. وهي قصة نجاحٍ كتبها القادة المؤسسون لكيان دولة الاتحاد، بقيادة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيراً سموه إلى أن الإنسان هو محور القائد المؤسس، فكانت توجيهاته -طيب الله ثراه- بصيانة حقوقه وتوفير كافة السبل لرعايته وإعداده وتمكينه لخدمة وطنه ومجتمعه، إيماناً منه بأن الإنسان هو أساس التنمية والحضارة.
وأضاف سموه أن رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تجلت بأهمية تمكين المواطن من خلال إصراره على أن ينهض بأبناء الوطن نحو العزة، وكان -رحمه الله- يردد دائما أن بناء الإنسان ضرورة وطنية وقومية، تسبق بناء المصانع والمنشآت، لأنه من دون الإنسان الصالح، لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا الشعب.
وأشار سموه للعزيمة القوية للقادة المؤسسين، والتي تعززت في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكداً سموه أن نتيجة ذلك ما نشهده اليوم من الإنجازات الريادية لدولة الإمارات، حيث حققت المركز الأول إقليمياً والخامس عالمياً ضمن أكثر الدول تنافسية، وتصدرت الدولة المراتب الأولى عالمياً في عددٍ كبير من المحاور الرئيسية والمؤشرات الفرعية.
وقال سموه : إننا نتواجد اليوم هنا في موسكو "موسكو مدينة التعليم"، العاصمة العريقة تاريخاً وثقافة وعلماً، في إطار التوجهات العامة لحكومة دولة الامارات العربية المتحدة، والسعي إلى تعزيز مفاهيم التعايش الإنساني والإيجابي، وتبادل الخبرات مع كافة الدول والثقافات الأخرى، مضيفاً سموه أنها أيضاً مناسبة لتعرض دولة الإمارات تجاربها في تمكين الإنسان في مختلف المجالات مثل التعليم والمعرفة والفضاء وتمكين الشباب وأصحاب الهمم والذكاء الاصطناعي والتمكين الحضاري وغيرها.
وأشار سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية إلى العلاقة الإيجابية الناجحة بين دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية، والتي تعززت في قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، بتوقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين العام الماضي، ليكون بمثابة خطوة متقدمة على طريق تعزيز العلاقات والتعاون المشترك، وتعد زخماً قوياً لتوسيع العلاقة في مجالات السياسة والأمن والتجارة والاقتصاد والثقافة، إضافة إلى المجالات الإنسانية والعلمية والتكنولوجية والسياحية.
ولفت سموه إلى أن مشاركة الحكومة الروسية في معرض "إكسبو 2020" والذي سيشهد مشاركة أكثر من 190 دولة، ستمكن من التعرف على روسيا بمختلف قطاعاتها وقدراتها الفريدة في صناعة المستقبل.
وقال سموه إن السياسة الإماراتية المتوازنة، والتي تقوم على الشفافية واحترام سيادة الدول، عززت مكانتها العالمية وجعلتها من القوى الفاعلة، وشريكاً رئيسياً "سياسياً واقتصادياً" لأقوى الدول، وذلك نتيجة الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة في رسم علاقات الإمارات مع جميع الدول الهادفة للتنمية والتقدم وبناء مستقبل أفضل لأجيالها القادمة.
وأعرب سموه عن سعادته بهذه القمة والتي تشهد تواجد وزراء ومسؤولين إماراتيين للمشاركة مع نظرائهم من الحكومة الروسية وذوي الاختصاص في عدة مجالات في ما يزيد عن ٢٦ ورشة، مؤكداً سموه التطلع نحو نتائج إيجابية للقمة تسهم في تعزيز تبادل الخبرات بين البلدين الصديقين في كافة المجالات .
وعقب حفل الافتتاح، قام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يرافقه سيرجي سوبيانين، عمدة مدينة موسكو بزيارة المعرض المصاحب للقمة حيث اطلعا على آخر الممارسات والتطورات في مختلف القطاعات والتي يقدمها عدد من صناع القرار والقادة والمختصين، في حين يتوقع أن تستقطب القمة هذا العام نحو 130 ألف زائر ومشارك من مختلف دول العالم على مدار 4 أيام.
وأطلق الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على هامش افتتاح قمة أقدر العالمية، أكاديمية "أقدر" التي تعنى بتمكين الشباب والنشء وتعزز قدراتهم ومواهبهم وتنمي لديهم روح المواطنة الإيجابية .
كما أطلق سموه برنامجين من برامج الأكاديمية باللغة الروسية وهما الأمن الفكري والتسامح حيث تتيح للمتدرب التعلم باللغة الروسية وبدون أي صعوبات، ويحصل المنتسب على شهادة إنجاز من برنامج خليفة للتمكين في حال إكمال المادة التدريبية والنجاح في الاختبار.
وتعد أكاديمية أقدر الذكية الأولى من نوعها في العالم حيث تقدم 7 برامج تعليمية وتهدف إلى تمكين النشء وتطوير مهاراتهم ورفع حسهم الوطني، كما تهدف الأكاديمية إلى تحصين الناشئين وتثقيفهم بالفضائل لتجنب الوقوع ضحية للتحديات داخل الصف والدراسي وخارجه، وتوفير منصة تعلم عالمية رائدة تتيح للطلبة حول العالم تبادل الآراء والبحوث، وتربية جيل من الشباب الطموح والمخلص لدينه ووطنه وقيادته.
وتماشيًا مع الإرث العريق لدولة الإمارات المتمثل في تعزيز السلام والتسامح في العالم، تهدف أكاديمية أقدر الذكية إلى توفير برنامج تدريبي للتسامح وذلك للتأكيد على قيم التسامح والحوار والقبول والانفتاح على مختلف ثقافات العالم.
وتم تصميم البرنامج التدريبي بشكل خاص بطريقة تفاعلية ذكية مزودة بمحتوى غني يعزز قيمة التسامح، بالإضافة إلى ذلك، ستستفيد الأكاديمية من تكنولوجيا الوسائط المتعددة، مما يجعل تجربة التعلم ممتعة عبر 10 دورات تدريبية وأفلام باللغات العربية والإنجليزية والروسية، وسيحصل المرشحون، الذين يجتازون الاختبار النهائي الذي يقدمه البرنامج وينالون 75 في المائة أو أكثر من العلامات على شهادة تدريب إلكتروني في التسامح من أكاديمية أقدر الذكية.
ثم حضر سموه جانبا من الجلسة الأولى من اليوم الأول من جلسات قمة أقدر العالمية.
حضر حفل الافتتاح، اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع ومعالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة ورئيس وكالة الإمارات الفضاء، ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة المسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الإصطناعي، ومعالي محمد عبدالله الجنيبي، رئيس المراسم الرئاسية بوزارة شؤون الرئاسة ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز هداية الدولي، وسعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء وسعادة سيرجي سوبيانين، عمدة مدينة موسكو، وسعادة معضد حارب مغيير الخييلي، سفير الدولة لدى جمهورية روسيا الاتحادية، والعميد محمد حميد بن دلموج الظاهري الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والمستشار الدكتور ابراهيم الدبل، الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين " أقدر"، والدكتور عبدالسلام المدني الرئيس التنفيذي لقمة أقدر العالمية، و بافل كوزمين، مدير مركز موسكو لجودة التعليم وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين والأكاديميين والقادة من روسيا الاتحادية ودولة الإمارات العربية المتحدة ووفد من الإعلاميين من كلا البلدين والعالم.
ويهدف هذا الحدث العلمي الفريد إلى بناء استراتيجيات وحلول تعمل على تمكين المجتمعات والأفراد في مختلف القطاعات وإعداد أجيال قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق الرخاء الإنساني.
وتقام قمة أقدر العالمية للمرة الأولى بالتزامن مع منتدى موسكو العالمي "مدينة للتعليم" – الحدث العالمي الذي يسلط الضوء على موضوعات تتعلق بالتعليم ويجمع تحت سقفه كبار المعلمين والخبراء ورواد الأعمال مع إشراك أولياء الأمور والشباب، والقمة بتنظيم من برنامج خليفة للتمكين "أقدر" وبتنفيذ شركة اندكس للمؤتمرات والمعارض عضو في اندكس القابضة وبالتعاون مع عدد من الجهات المحلية والدولية.
ويهدف المنتدى هذا العام إلى استغلال موارد مدينة موسكو القيمة لإيجاد بيئة تعليمية شاملة تجمع المهارات اللازمة للنهوض بالعملية التعليمية والتربوية في القرن الـ 21 .
وتضمنت فعاليات منتدى موسكو العالمي عرضا مميزا حول رحلة قمة أقدر العالمية منذ انطلاقتها في عام 2017 في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة - أبوظبي تحت الشعار العام "تنمية العقول لازدهار الأوطان".
وتذخر قمة أقدر العالمية هذا العام بأجندة رفيعة لمستوى تضم 11 جلسة عملية يقدمها نحو 40 متحدثًا وخبيرًا سيقومون بمشاركة آرائهم وخبراتهم ومعارفهم في مختلف المجالات.
وسيناقش المؤتمر 3 محاور رئيسية هي التعليم والخدمة الوطنية، ومقومات أساسية لتمكين الشباب الإماراتي، والأمن التقني والفكري والغذائي: ركائز استراتيجية لتمكين المجتمعات والشباب - الإمارات نموذجاً، والعلوم المتقدمة والمشاريع المستقبلية، وأدوارها في التمكين وتحقيق الرفاهية المجتمعية، علاوة على ذلك، تحفل القمة هذا العام ببرنامج ورش عمل مميز يقدمه مجموعة من الخبراء والمهنيين والأكاديميين من الإمارات العربية المتحدة وروسيا ودول أخرى من خلال 26 ورشة عمل متخصصة تركز على القضايا المتعلقة بتطوير وتمكين المجتمعات في مختلف المجالات.
وفي مستهل جلسته الرئيسية تحت عنوان "تطوير منظومة التعليم في الإمارات: نموذج المدرسة الإماراتية"، قال معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم : تعد قمة أقدر العالمية منصة وطنية رائدة، تستشرف المستقبل في محاور وقطاعات حيوية، وهي تزخر بمجموعة من المحاور التي تناقش مواضيع مهمة تتصدر اهتمامات الدول، حيث تسعى إلى تمكين عناصر المجتمع، من خلال مناقشة الاستراتيجيات الكفيلة في تعزيز آفاق العمل بما يحقق مجتمعات عالمية تتصف بالإبداع والقدرة على مواجهة التحديات.

وقال إن وزارة التربية والتعليم حريصة على المشاركة كل عام في قمة أقدر التي تقام برعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشيراً إلى أن هذا الدعم يشكل عامل نجاح أساسيا، حيث وجهت القيادة بتعزيز الجهود الوطنية والخبرات المحلية والعالمية لبناء تصورات مستقبلية تؤطر العمل وتستبق الحدث بغرض بناء مجتمعات متحضرة ومستدامة.
وذكر معاليه، أن قمة أقدر تجمع تحت مظلتها خبراء ومختصين محليين وعالميين وهو ما يجعلها فرصة سانحة لتبادل الخبرات، ونقل التجارب العالمية وتوسيع آفاق التعاون لما فيه خير المجتمعات، لاسيما في قطاع التعليم، مؤكداً أن إقامة هذا الحدث العالمي في نسخته الحالية بالعاصمة موسكو يؤكد عمق ورسوخ أهدافه التي تبحث في تعزيز التعاون الدولي ورسم الخطط التنموية والفكرية ونقل الخبرات في مجالات حيوية منها الفكرية والتقنية والتكنولوجية والبيئية والعلمية بما يعود في المحصلة النهائية على ترسيخ أسس التقدم.
وأوضح أننا نسعى من خلال القمة إلى بلورة الجهود من خلال التنسيق والتعاون المثمر مع دول العالم المختلفة، وضمان الاستفادة من فرص التطور، ومحاكاة ذلك على أرض الواقع من خلال التنفيذ الفعلي، مبيناً أن القمة تمثل وسيلة للكوادر الوطنية والجهود المؤسسية للاطلاع عن قرب إلى المستجدات العالمية في شتى المجالات، واكتساب الخبرات، وفي الوقت ذاته التعريف بالتجربة الإماراتية النهضوية والطلائعية التي رغم قصرها إلا أنها أضحت مثالاً يحتذى في الفكر الاستراتيجي الحكومي المتطور والتسارع نحو بناء الإنسان وتمكينه وريادة المجتمع ودعم أفكاره وتحقيق مشاريعه، بجانب جعل التعليم أولوية والوصول به إلى مراتب عالمية متقدمة لبناء أجيال مهارية تنافس وتخوض غمار العمل بإرادة وعزيمة وقدرة على المواصلة ومجاراة المتغيرات العصرية تشارك في بناء وطنها، وترفد العالم بممكنات إضافية تسهم في نهضته.
وتابع معاليه : نحن سعيدون بمشاركتنا أيضاً في المعرض المصاحب للمؤتمر من خلال منصة "تعلم في الإمارات" بالتعاون مع شركائنا من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة في الإمارات، لنعرف الزائرين والمشاركين بما تحتضنه دولة الإمارات من قدرات متفوقة لناحية التعليم العالي واستقطابها الطلبة من جميع أنحاء العالم لمتابعة دراساتهم الجامعية، في دولة تمزج على نحو استثنائي بين التعليم ذي المستوى العالمي ونمط الحياة العصرية والمدن المتنوعة ثقافياً ومعايير السلامة الاستثنائية وفرص العمل المتنوعة." من جانبه، أكد معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس وكالة الإمارات الفضاء، أن أهمية قمة أقدر العالمية، المقامة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في العاصمة الروسية موسكو، تتمثّل في كونها منصّة لتبادل الخبرات والطروحات لرفع مستوى الوعي حول التحديات التي تواجه الأفراد والمجتمعات على حد سواء، وبما يخدم بالتالي بناء سياسات واستراتيجيات تصل إلى وضع حلول فاعلة لهذه التحديات.

وقال معاليه: تحت شعار "تمكين المجتمعات عالمياً: التجارب والدروس المستفادة"، تأتي القمة كخطوة مهمة لتسليط الضوء على النموذج الإماراتي بمختلف خططه ومبادراته وبرامجه، فضلاً عن إقامة شبكة تواصل عالمية بين الشركاء في مختلف القطاعات الحيوية من أجل التعلّم والاستفادة من الخبرات المختلفة، لا سيما في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة التي يواجهها العالم وما تحتمه من حاجة ملحّة لتبني آليات مبتكرة في تنمية المهارات البشريّة المتقدّمة والمطلوبة لتشغيل هذه التقنيات الحديثة وتوظيفها، الأمر الذي يتطلب رفع درجات التبادل المعرفي وفتح آفاق التعاون ما بين أصحاب الخبرات والدول المختلفة.
وأوضح معاليه أن دولة الإمارات تسعى دوماً إلى الاستثمار في العنصر البشري، إيماناً منها بأن التقدم يتم من أجل وبالإنسان، وفي ظل رؤية القيادة الرشيدة المبنية على اهتمام الوالد المؤسّس بتعليم الأفراد وتمكينهم، تأتي جهود تطوير المدرسة الإماراتيّة وقطاع التعليم العام، وتُستكمل بتفعيل الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي في منظومة متناغمة ومتكاملة تبني أجيالاً متميّزة وترفع جاهزيتهم لتحديات المستقبل.
وحول توجه دولة الإمارات في الوصول إلى الفضاء من خلال استراتيجيات التعليم العالي والمهارات المتقدمة، قال معاليه إن اهتمام الدولة بعلوم الفضاء والفلك ليس وليد اللحظة، بل يرجع إلى سبعينيات القرن الماضي، مستذكراً لقاء الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر؛ حيث كان هذا اللقاء نواةً لاهتمام الإمارات بالفضاء منذ ثلاثة عقود.
وأضاف معاليه: شكل الاستثمار في استكشاف الفضاء أهم وأبرز أولويات دولة الإمارات نظراً لأن الخبرات والتحديات التي تواجهها المؤسسات المعنية بهذا المجال تعود بالنفع على مواجهة التحديات هنا على الأرض، فالكثير من التقنيات التي ننعم بها اليوم أتت وليدة لجهود استكشاف الفضاء حول العالم، وتتسابق الدول نحو الفضاء حالياً في سباق لطرح حلول مبتكرة لمواضيع كثيرة تهم العالم ككل منها التغيّر المناخي والأمن الغذائي.
ولفت معاليه إلى اقتراب موعد انطلاق أول رائد فضاء إماراتي من روسيا، الأمر الذي يعكس عراقة خبرة هذه الدولة في القطاع الفضائي، والذي لم يأتي بالصدفة، بل كان نتيجة للاهتمام الكبير بالتعليم الجامعي والمنزلة العالية التي يوليها المجتمع للبروفيسور وتقديم الدولة كافة الأدوات لتمكينه، وعبر مختلف النماذج حول العالم، نرى أن تميّز أي دولة في قطاع لا يتحقّق دون إقران الاهتمام بالقطاع المعني مع تطوير حثيث ومستمر لمنظومة التعليم لتواكب متطلّبات المرحلة، الأمر الذي ندركه جيّداً في دولة الإمارات وفي إطاره يأتي اعتماد كلا الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، والبرنامج الوطني للمهارات المتقدّمة الذي يهدف إلى بناء كوادر إماراتيّة فذّة ذات كفاءات عاليّة بتبنيها لعقليّة التعلّم المستمر، بما يخلق لديها مرونة غير مسبوقة في التعامل مع الثورة الصناعية الرابعة وتغيّرات سوق العمل.
ونوه بأهمية التكنولوجيا كعامل تمكين من خلال إتاحتها الوصول السهل والسريع إلى المحتوى الرقمي، وتمكين التعلم الشخصي من خلال التكنولوجيا.
وأشار معاليه أيضاً إلى أهمية الدور الذي تلعبه المنصة في التركيز على الاستثمار في العديد من المجالات المهمة لاستشراف المستقبل، وهو ما يمكن الاستفادة منه من الجانبين الإماراتي والروسي في تصميم والبناء على استراتيجياتها وبرامجها التطويريّة للقطاعات الحيويّة..
وشهد اليوم الأول من هذا الحدث العلمي العالمي عددًا من ورش العمل والجلسات الحوارية تناولت العديد من الموضوعات الملحة المتعلقة بالتعليم والتكنولوجيا والعلوم، حيث أقامت وزارة التربية والتعليم ورشة عمل بعنوان "التعليم العالي والثورة الصناعية الرابعة"، بينما تناولت جامعة خليفة موضوع "نزود شبابنا بالعلم ينمو اقتصادنا بالمعرفة"، كما عقد الأولمبياد الخاص العالمي - الأولمبياد الخاص الإماراتي جلسة حوارية تحت عنوان "تجربة الأولمبياد الخاص: التجارب والدروس المستفادة"، في حين ناقش المجلس الوطني للإعلام موضوع "تأثير الإعلام على عالمنا المضطرب".
وقدم المعرض والملتقى العالمي لحقوق الامتياز بدبي جلسة حوارية مميزة ناقش فيها موضوع "حقوق الامتياز وكيفية تحقيق الانتشار العالمي"، وقدم برنامج الإمارات الوطني للفضاء ورشة عمل تحت عنوان "برنامج الإمارات الوطني للفضاء - من الحلم إلى الواقع" بالإضافة إلى ذلك، تناولت سلطة مدينة دبي الطبية موضوع " تمكين التعليم الطبي وبناء كوادر صحية وطنية مؤهلة" وتطرقت هيئة البيئة في أبوظبي إلى موضوع "التعليم البيئي وإدارة المعلومات في إمارة أبوظبي"، بينما عقدت المؤسسة الإتحادية للشباب جلسة حوارية ناقشت فيها "دبلوماسية الشباب في القرن 21".
وفي تعليقه حول ورشة العمل التي عقدها بعنوان " نزود شبابنا بالعلم ينمو اقتصادنا بالمعرفة"، قال سعادة الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: تلعب مؤسسات التعليم العالي المعتمدة على الأبحاث دورًا كبيرًا في صقل أفكار الشباب وتوجيههم وإعدادهم لمستقبل أفضل يعتمد على الاقتصاد القائم على المعرفة، وباتخاذها من أبوظبي، عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة، مقرًا لها، تركز جامعة خليفة على توسعة نطاق مجالات الأبحاث والابتكار واستكشاف آفاق جديدة لاسيما في ظل التطورات التكنولوجية المتزايدة يومًا بعد يوم، ومن خلال المبادرات المتنوعة والتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، يمكننا تحقيق هذه الرؤية.
وأضاف: تمثل قمة "أقدر العالمية" في نسختها الثالثة، والتي تضم نخبة من أبرز الخبراء في العالم، منصة هامة لجامعة خليفة تسعى من خلالها إلى عقد المزيد من الشراكات التي تساهم في تبادل المعرفة والخبرات بينها وبين الجامعات المرموقة في روسيا، وكمؤسسة بحثية تضم 18 مركزاً بحثياً وبرامج أكاديمية متخصصة في الماجستير والدكتوراه، تهدف جامعة خليفة من خلال قمة روسيا إلى استقطاب الطلبة في الجامعات الروسية للالتحاق ببرامج الماجستير والدكتوراه المتميزة التي تطرحها الجامعة، إضافةً إلى تعزيز مشاركتها في ريادة القطاعات الحكومية والأكاديمية بالتعاون مع الجامعات الروسية والتي بدورها تطمح لعقد الشراكات التي من شأنها أن تساهم في عملية الابتكار وإجراء البحوث العلمية المتعلقة بالتكنولوجيات المتقدمة والناشئة".
29/08/2019