حسين الحمادي: الإمارات تعيش حالة تنويرية
وتنموية استثنائية بفضل القيادة الرشيدة
الإمارات تتناغم مع "اليونسكو" في
برامجها ورسالتها وتطلعاتها وتعتبرها مرجعا للقيم والمعارف
التسامح أصبح مؤسسة قائمة بذاتها والامارات
ايقونة اعتدال ووسطية وانفتاح وتعددية
الدولة وضعت استراتيجياتها بحسب محددات المستقبل
ووفق ركائز تعزز من نهضتها
قال معالي حسين بن ابراهيم
الحمادي وزير التربية والتعليم، إن دولة الامارات تعيش حالة تنويرية وفكرية
وتنموية وثقافية استثنائية، بفضل قيادتها الرشيدة وحكمة أصحاب القرار فيها، وحجر
الزاوية في هذا البناء المؤسساتي هو الاستثمار في العلم والتعليم، تمهيداً للتحول نحو
اقتصاد المعرفة.
جاء ذلك في كلمة دولة
الإمارات خلال انطلاق أعمال المؤتمر العام لليونسكو بدورته 39 الذي عقد في باريس
الأسبوع الماضي، التي ألقاها سعادة د. محمد العلا وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية
للتعليم العام، نيابة عن معالي حسين الحمادي، وشارك في المؤتمر الدول الأعضاء
البالغ عددها 195 دولة بحضور وزراء التعليم من مختلف دول العالم، وممثلي المنظمات
الدولية.
وشاركت الدولة بوفد رفيع
المستوى لإبراز مساهمات الإمارات ودورها في تعزيز الرؤية العالمية الثقافية
والتنويرية والإنسانية بأبعادها المختلفة وزيادة التنسيق وتبادل الخبرات مع دول
العالم المتقدم في مجال التعليم وغيره من المجالات الإنسانية والفكرية والتراثية
المثمرة .
ونقل
معاليه في مستهل كلمته تحيات وتمنّيات صاحب السمّو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان
رئيس الدولة -حفظة الله- وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس
الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي-رعاه الله- وأخيهما صاحب السمو الشيخ محمد بن
زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأعضاء المجلس
الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، والشعب الاماراتي.
وتوجه بالشكر والتقدير
للمديرة المنتهية ولايتها، ايرينا بوكوفا التي رعت مسيرة منظمة اليونسكو طوال
ولايتين متعاقبتين لفترة امتدت 8 سنوات، متمنياً للمديرة الجديدة للمنظمة اودريه
ازولاي، التوفيق في مهمتها الجديدة.
وتطرق معاليه في كلمته إلى
جهود الدولة في تطوير التعليم، قائلاً : "لقد وحدّنا النظام التعليمي على
مستوى الدولة، وعممّنا نموذج ((المدرسة الإماراتية)) بما يعزّز
أداء المنظومة التعليمية، ويحُققّ الاستفادة المثلى من الموارد والقدرات المتاحة،
وجهود تطوير التعليم لدينا متواصلة بوتيرة كبيرة.
وأضاف حكومة دولة اﻹمارات
وضعت استراتيجياتها بحسب ما تقتضيه محددات المستقبل ووفق ركائز ثابته تعزز من نهضة
وتطور الدولة تتمحور في بناء أسس التنمية الشاملة لمختلف القطاعات، وفي مقدمتها
التعليم.
وأشار إلى أن التعليم الذي
ننشده ذلك الذي يتماشى وينسجم في غاياته مع الهدف الرابع من أهداف التنمية
المستدامة عبر إرساء نموذج عالمي للمدرسة اﻹماراتية التي تعكس في مضمونها رؤية
الدولة المستقبلية لتكون حاضنة للإبداع واﻹبتكار وأفضل الممارسات التعليمية، حيث
المناهج المستحدثة والمطورة والمسارات التعليمية التي تواكب عالم المعرفة وسوق
العمل بجانب تعزيز دور المعلم الكفؤ والمؤثر في العملية التعليمية والتحول نحو
التعلم الذكي مقرونا ذلك كله بتوفير بيئة تعليمية جاذبة للتعلم بجانب إيلاء
الطفولة المبكرة والتعليم الجامع وتطوير المهارات الفنية والمهنية للشباب وتحقيق
تكافؤ فرص التعليم بين الجنسين.
وذكر
أن الدولة تحتفل في الثاني من شهر ديسمبر المقبل، بالعيد الوطني السادس والأربعين.
وقد تأسست على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان-طيّب الله ثراه- في
ظروف إقليمية شديدة التعقيد. مؤكداً أن القائد - المؤسس أدرك أن الحكمة هي الطريق
لبناء المستقبل، فنقل شعبنا، وجغرافيتنا، وتاريخنا، من زمن إلى آخر. وأرسى التغيير
في العقول، والرؤى، والخيارات، وكان مدركاً أن العالم يحترمك، بقدر ما تُحقّق من
إنجازات، وتسّطر من مآثر.
وتابع: "لذلك كان
العام 2017 في دولتنا عام الخير زاخراً بالمبادرات على مستوى الإقليم
والعالم، وسوف يكون العام 2018هو عام زايد تكريما لإرثه الإنساني، وتخليداً
لعطاءاته المتمثّلة في هذا الصرح النهضوي، النوعي البنيان الذي تجُّسده دولتنا.
وأوضح
معاليه أن دولة الإمارات تتناغم مع منظمة اليونسكو، في برامجها، ومبادراتها
ورسالتها، وتطلعاتها، وتعتبرها مرجعا للقيم والمعارف، وحاضنة للعقول والأدمغة،
ومختبرا للرؤى والخطط والفعل التغييري الهادف.
وأكد أن ذلك ولد لدينا
قناعات راسخة بالجدوى الثقافية-الحضارية لهذا الدور، لذا بادرنا بالشراكة مع
الجمهورية الفرنسية إلى إطلاق ((التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع))،
وقد تّحول الى مؤسسة دولية مقرهّا جنيف بعدما انضمت اليه دول عدة، وقدمنّا
وأسهمنا في الصندوق الدولي المخصص لحماية التراث المهدّد، لافتاً إلى أن بوصلتنا
في هذا المسار هي (اعلان أبو ظبي) الصادر في نهاية 2016، وقد تبنّته دول العالم
الحريصة على انقاذ الذاكرة الجماعية من عدمية النزاعات وعبثية الصراعات السياسية.
وتناول معاليه في
كلمته مزيداً من الجهود التي بذلتها دولة الإمارات بهدف ترسيخ البعدُ العالمي
لاتفاقية 1970 المعنية بحظر منع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية
بطرق غير مشروعة، حيث وقعت الدولة في 19 سبتمبر الماضي على صكّ الانضمام اليها،
منوهاً كذلك إلى انه ضمن خط الاشعاع الفكري ذاته، حَسمت منظمة اليونسكو قرارها،
واختارت الشارقة في دولة الامارات عاصمة عالمية للكتاب 2019.
وفي سياق ترسيخ طموحات
دولة الإمارات لتوطين العلوم وامتلاك التكنلوجيا، وفسح المجال أمام الطاقات الشبابية
المتجددة، قال معاليه: أجرت قياداتنا الرشيدة مؤخراً تعديلا وزاريا استحدثت من
خلاله 3 حقائب وزارية إحداها جديدة وغير مسبوقة على المستوى العالمي، وهي حقيبة
الذكاء الاصطناعي بجانب حقيبة العلوم المتقدمة وحقيبة الأمن الغذائي المستقبلي،
وكان الهدف من ذلك تطوير المعرفة وإشراك الشباب في قيادة المسيرة وتأمين عبور واثق
إلى المئوية الإماراتية الجديدة.
واعتبر
معاليه أن دولة الامارات تعد ايقونة اعتدال ووسطية، وارض تسامح وانفتاح وتعددية،
ويتجسد ذلك وفي احتضانها كل الذين يعيشون ويعملون فيها، في تناغم ووئام وسلام،
ويمارسون طقوسهم بكل حرية، مؤكداً أن التسامح لدينا بات مؤسسة قائمة بذاتها، وفي
هذا الإطار، تم إطلاق ((مبادرة المنصة المتعددة الأديان من اجل السلام))
واختم
معاليه كلمته، بتجديد التزام دولة الامارات بهذه المنظمة الأممية الاستثنائية، ذات
الدور الحضاري الفريد والرسالة النوعية النبيلة. داعياً في الوقت ذاته الى إيلاء
ميثاقها التأسيسي ما يستحقه من أهمية، خصوصاً لجهة بناء حصون السلام في العقول.
قيادات التربية يشيدون بجهود حمدان بن راشد في
صون التراث العالمي والاهتمام بالتعليم
في سياق متصل، أشاد معالي
حسين الحمادي وزير التربية والتعليم بجهود سموّ الشيخ
حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية، وتوجيهاته بترميم وتجديد
قاعة المؤتمرات في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، في
مقرها في باريس مؤخراً، معتبراً أن هذه الخطوة تأتي استكمالاً لما تقدمه
الدولة من أدوار عالمية تختص في البعد الإنساني والتعليمي، مؤكداً أن ما يقدمه
سموه من اعمال ترك بصمات واضحة في إرساء الأطر الداعمة
للتعليم بالدولة، بجانب عمله الدائم والدؤوب في دعم برامج ومبادرات اليونسكو وهو
ما عزز من نهجها العالمي.
وأشاد معاليه
بجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز طيلة
السنوات الماضية، والتي أسهمت بشكل بارز في دفع عجلة التعليم وتحقيق معايير
الريادة في المنظومة التعليمية، وبناء حراك تعليمي فعال أثرى الساحة التعليمية ومد
عناصر الميدان التربوي بالقوة ووضعهم في مكانتهم السامية والراقية التي نتطلع
إليها عبر تكريم الأفراد والمؤسسات من أصحاب الإنجازات التعليمية ، لافتاً إلى أن
مشاركة الجائزة بمعرض مصغر ضمن فعاليات مؤتمر اليونسكو لإبراز إنجازاتها كان محل
إشادة وتقدير الجميع.
بدوره، أعتبر سعادة د.
محمد المعلا وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية للتعليم العام، أن مشاركة دولة
الإمارات في مؤتمر اليونسكو يأتي في إطار توجهات الدولة الرامية إلى
تعزيز الجهود العالمية لصون التراث الإنساني العالمي، واستدامة التعليم
والثقافة، مؤكداً أن الدور الذي تلعبه الإمارات محوري ويستمد أهميته من دعم
القيادة الرشيدة التي لا تدخر جهداً في ترسيخ الجهود العالمية في ذلك الاتجاه.
وأشاد سعادته بجائزة
حمدان
بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وما تقدمه من إضافات على الساحتين
الوطنية والدولية من خلال رؤيتها التعليمية التي تتجسد في مبادراتها وبرامجها
النوعية الهادفة إلى رفع سقف التطلعات عبر منظومة تعليمية رفيعة المستوى يشكل
المعلم عمادها والطالب محورها، لافتاً إلى أن الاجتماعات المنبثقة عن مؤتمر
اليونسكو من الأهمية بمكان لجهة زيادة التعاون والتنسيق مع دول العالم في مجالات
عدة أبرزها التعليم والثقافة.
من جانبها، أثنت سعادة امل
الكوس الأمين العام للجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم، على مكرمة
سموّ الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية بتجديد القاعة،
واصفة ما يقدمه من إسهامات بالفاعلة والمحورية سواء على المستوى المحلي أو
العالمي، وأهمية ذلك في دعم جميع مبادرات اليونيسكو
الخاصة بالتعليم والثقافة والحفاظ على التراث الإنساني العالمي.
وذكرت أن جائزة حمدان بن
راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز تعد إحدى الجوائز الكبيرة والمهمة والملهمة
في الدولة، وتأتي في سياق نشر وتعميم أفضل الممارسات التعليمية ودفع عجلة التعليم
عبر الاهتمام بأقطابها المختلفة ومؤسسات الدولة التي تعنى بالتعليم، مؤكدة أن ما
قدمته في سنوات عمرها شكل علامة فارقة في دفع الجهود قدماً نحو تعليم تنافسي
ينقلنا إلى مجتمع اقتصاد المعرفة.
واعتبرت أن الاجتماعات
التي انبثقت عن المؤتمر تشكل منصة دولية للتشاور والاطلاع على البرامج التي تهتم
بالتعليم وتبادل الرؤى والأفكار وتعزيز حضور دولة الإمارات عالمياً، بجانب إبراز
جهود الدولة والتعريف بها والتي شكلت رافداً من روافد التطور والإشعاع الحضاري
العالمي، فضلاً عن الاطلاع على البرامج النوعية والمهمة لليونسكو وفرص التعاون
الدولي، وتسليط الضوء على الأحداث الموازية التي ركزت على أهداف التنمية المستدامة
2030، لاسيما الهدف الرابع الخاص بجودة التعليم، والمناهج المستقبلية، والمواطنة
العالمية، وتكافؤ الفرص بين الجنسين، وحماية التراث، إضافة إلى الاتصال وتكنلوجيا
المعلومات.
من ناحيته، قال سعادة مطر
الهاملي وكيل الوزارة المساعد لقطاع الخدمات المساندة، إن مشاركة دولة الإمارات في
مؤتمر اليونسكو اتسمت بالإيجابية والفعالية، وهو الشيء الذي لطالما شكل لدينا
منهجية عمل عبر تعزيز وجود الدولة في المحافل العالمية من خلال التعريف بمنجزات
الدولة في المجالات المختلفة، وتوثيق شراكاتنا بالمؤسسات والمنظمات العالمية التي
تسعى إلى تكريس أفضل النظم التعليمية، والتعاون الدولي الوثيق في مجالات مهمة تثري
الأهداف التنموية والإنسانية.
وخلص إلى أن المؤتمر بجدول
أعماله الحافل من خلال اللجان الخاصة في برامج اليونسكو شكل فرصة سانحة لتعزيز
خبراتنا، نظراً لأهمية دور هذه اللجان في إطلاع الدولة ومشاركتها بوضع خطط وبرامج
اليونسكو وفق أولويات دولة الإمارات بجوانب مختلفة منها الحوكمة وخطة عمل اليونسكو
المالية والإدارية.
05/11/2017