خلال الملتقى الإماراتي السعودي ضمن المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار
شخبوط بن نهيان آل نهيان: العلاقات الإماراتية السعودية نموذج متفرد وتعزيز أطره مهمة الأجيال
حسين الحمادي: المهرجان أثمر عن خطط نوعية مع الوفد السعودي في مجال التعليم سترى النور قريباً
أكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، سفير دولة الإمارات في المملكة العربية السعودية، على متانة العلاقات الإماراتية السعودية، وأهمية تعزيزها، حيث تقع هذه المسؤولية على الطلبة الذين سيحملون لواء التقدم والقيادة، وتشكل هذه العلاقة حالة استثنائية متفردة على المستوى الإقليمي، وهي نتاج جهود وتوافق وعلاقات صلبة، يحكمها التاريخ والجوار والدين واللغة والعادات والمصير المشترك، وثقها المؤسس زايد، وعززتها قيادات البلدين.
جاء ذلك خلال انطلاق أعمال الملتقى الإماراتي – السعودي الذي يقام للمرة الأولى ضمن فعاليات المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم تحت شعار "انطلاقة نحو المستقبل" ويقام في دبي فيستيفال آرينا، بمشاركة قيادات تربوية، ومختصين من كلا الطرفين، لتعزيز الرؤى والطرح التربوي النير، وتوثيق البيئات التعليمية المشتركة بمزيد من وجهات الرأي السديدة.
شارك في جلسات الملتقى الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العام والمهارات المتقدمة، ومعالي الدكتور سعود المتحمي الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والابداع "موهبة" وخالد اليحيا أستاذ الفيزياء والعلوم والمستشار في الإدارة الاستراتيجية في المملكة العربية السعودية.
حضر الملتقى معالي جميلة بن سالم المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، وقيادات التربية وعدد من المسؤولين، وجمع غفير من الطلبة والتربويين والمهتمين بالشأن التعليمي، وأدار جلسات الملتقى، سعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة في وزارة التربية والتعليم.
وفي مستهل الجلسة الرئيسية للملتقى تقدم الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، بالشكر الجزيل لمعالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم على حرصه على عقد هذا الملتقى الذي يأتي لتعزيز أطر التعاون المثمر والبناء بين البلدين، ويسهم في تقريب وجهات النظر، وتسليط الضوء على الاهتمامات المشتركة.
وقال إن المملكة العربية السعودية لها مكانة كبيرة لدى الشعب الإماراتي، حيث تجمعنا الأخوة المتجذرة والتي حرص الراحل الكبير المؤسس زايد رحمه الله على تدعيمها والعمل مع قيادات المملكة العربية السعوية لبناء أركانها الصلبة والمستدامة.
ووجه الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان كلمة للطلبة، أكد فيها على أهمية أن يدركوا حجم الطموحات وأولوية بلادهم وموقعها الريادي، والعمل على المحافظة عليها، وجعل قيم وموروث الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، نبراساً في علاقاتهم وتعاملاتهم.
وأكد أن العلاقات الإماراتية السعودية عميقة ومتجذرة ولا تقتصر على جوانب تخص الطرفين فقط، بل هي ممتدة إلى ما فيه خير المنطقة حيث يسعى البلدان إلى ترسيخ أطر السلام والنماء اقليمياً وعالمياً لما فيه حياة وتنمية وبناء وعيش آمن ومستقر للشعوب.
وذكر أن المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، يشكل منصة رائدة لحفز الطلبة على نهج الابداع والابتكار لما يوفره من قيمة تربوية وتعليمية مهمة ترتبط بتوجهات دولة الإمارات والقيادة الرشيدة في بناء الشباب المواطن والمهاري، مؤكداً أن الاستثمار في العنصر البشري هو رهان المستقبل، والإضافة التي ستمكننا من تحقيق رؤية الدولة وخططها المستقبلية، والبناء عليها.
من جانبه، قال معالي حسين بن إبراهيم الحمادي خلال الجلسة، أن التعليم يحتل حيزاً كبيراً من الاهتمام بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية في ظل علاقة أخوية قل لها نظير، حيث نتقاسم التطلعات والرؤى وتدور حول الاهتمام بالمورد البشري من خلال إضفاء تعليم نوعي يحقق لنا مخرجات بجودة عالية.
وذكر أن التعليم أساس تطور البشرية، وشكل المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار فرصة ثمينة للبحث في قضايا تربوية مشتركة مع الوفد السعودي، حيث يمتلك الطرفين خبرات وتجارب ثرية، وسنعمل على تحقيق التكامل فيما بيننا من خلال حزمة من المسرعات.
وأشار معاليه إلى أن هناك مشاريع مستقبلية مشتركة تحت المظلة التعليمية بين الإمارات والسعودية، وتعمل فرق العمل من كلا الطرفين على التنسيق وصياغة الأطر لبناء منظومة تعليمية متكاملة ورفدها بممكنات تطورها.
وفي ختام حديثه، أعلن معالي حسين الحمادي عن أن المملكة العربية السعودية، ستكون ضيف شرف في المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في نسخته للعام القادم، إذ سيكون بإمكان الطلبة السعوديين استعراض مشاريعهم الابتكارية بالمعرض مع أقرانهم الطلبة الإماراتيين.
من جانبه، شدد معالي الدكتور سعود المتحمي في كلمته على أن الاستثمار في الموهبة أمر ضروري، إذ يعد هو الاستثمار المستقبلي الحقيقي حيث يتميز الموهوب بالمرونة العقلية التي تسهم في تحديد الحقائق وبالتالي ارتباطها بالإبداع، وهو الشيء الذي يفتح آفاق واسعة لتميز المجتمعات التي تكثر فيها الموهبة، وبالتالي تقدمها وتطورها على مختلف الصعد.
وأوضح ان المجتمع الذي يتصف بالتسامح والتصالح مع ذاته فإنه سيكون بيئة حاضنة للإبداع والموهوبين الذين يتسمون بكونهم أصحاب همة عالية ومبادرة ويسعون نحو خدمة مجتمعه بلا تردد.
وأعتبر معاليه أن المدرسة الإماراتية أنموذج ملهم، وهي اليوم تتبع سياسات رشيدة في تطوير التعليم، حيث ثمن توجه وزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات في الاهتمام بمادة الرياضيات التي ترتكز عليها نواحي التطور كافة مستقبلاً.
بدوره أشاد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي خلال حدثه في جلسة الملتقى بطلبة المملكة العربية السعودية المبتعثين خارجيا حيث يحتضنون أشقاءهم وزملاءهم الطلبة الاماراتيين ويقدمون لهم الدعم بكل ود ومحبة، وهو ما يساعدهم على الاندماج السريع في البيئة المحيطة بهم.
وعن عملية الدمج بين التعليم العام والعالي، قال معاليه إنها خطوة مهمة تهدف إلى ردم الفجوة بين القطاعين، وبناء منظومة تعليمية مترابطة ومتكاملة تحقق المخرجات التعليمية المطلوبة.
وأكد أن ملف المهارات المتقدمة، من أهم الملفات حيث إن متطلبات سوق العمل تستدعي بناء أجيال مهارية، نظراً للتغيير الذي سيطرأ على وظائف المستقبل الجديدة، وبالتالي تهيئتهم لهذه الوظائف، ونسعى إلى تكريس التعلم مدى الحياة عبر المدرسة الإماراتية تحقيقاً لهذه الغاية المهمة.
وأختتم معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي كلمته بدعوة الطلبة إلى تطويع التكنولوجيا لخدمة شغفهم المعرفي والاستفادة منها لتطوير مهاراتهم وصقل هواياتهم، مشيراً إلى أن منظومتنا التعليمية شاملة ومتكاملة تؤسس لبناء أجيال مهارية على اختلاف مستوياتهم وتنوع اهتماماتهم المعرفية.
واستعرض الدكتور خالد اليحيا في كلمته التمهيدية خلال انطلاق الملتقى جانباً من نتاجات المعرفة والتطور والفكر الإنساني، مستشهداً بمجموعة من الأمثلة على أهمية التفكير والمعرفة للتعلم والاستزادة بما يحقق الرضا الذاتي.
وقال إن العلم ضرورة توجبها أمور يجب ألا تتصل في اللهث وراء الشهرة وتحقيق الصدارة كهدف أوحد، وإنما لأسباب أخرى مهمة عبر إشاعة الطمأنينة والانسجام مع بيئة الفرد والحياة المحيطة وفهم ما يدور حوله.
ودعا الدكتور خالد اليحيا في ختام حديثه الطلبة إلى تنويع مصادر المعرفة، وعدم الاكتفاء فقط بما تقدمه المناهج والبيئية المدرسية من معلومات ومهارات.
06/02/2019