وضعت اللجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم خطة عمل مستقبلية لبناء قدرات المؤسسات المحلية المعنية، بغية تسجيل المحميات الطبيعية المنتشرة في مدن الإمارات في اليونسكو لتأخذ دورها الطبيعي والمستحق باعتبارها معالم وطنية بارزة، وأماكن طبيعية تتسم بالتنوع البيولوجي، بجانب التعريف بقطاع العلوم الطبيعية بدولة الإمارات على نطاق واسع محلياً ودولياً، وتبيان جهود مؤسسات الدولة في هذا الإطار على الصعيد العالمي.
أكدت سعادة أمل الكوس الأمين العام للجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم، أن اهتمام اللجنة بالمحميات الطبيعية في دولة الامارات يأتي ضمن جهودها الدؤوبة والمتصلة بتسليط الضوء على قطاع العلوم الطبيعية والتنسيق المستمر مع منظمة اليونسكو لتعزيز حضور دولة الإمارات في هذا القطاع الحيوي وإبراز جهود الدولة بشكل عام في دعم التوجهات الرامية إلى الحفاظ على البيئة وصون مقدراتها وحماية التنوع الفطري.
وقالت إن اللجنة ارتأت إبراز المحميات الطبيعية التي تنتشر في مختلف مدن الدولة من خلال خطوات عملية عدة، بدأت بإجراء زيارات ميدانية لهذه المحميات للتعرف إليها عن قرب، وما تتميز به من حياة فطرية، كان آخر هذه الزيارات محمية المرموم بدبي، ووادي الوريعة بالفجيرة، والبطينة في أبوظبي.
وذكرت أن هذه الزيارات سيتبعها جمع معلومات شاملة ومتكاملة عن كل محمية من خلال الجهات المختصة المسؤولة عنها، بهدف نشر هذه البيانات على موقع اللجنة الوطنية، سعياً لإبرازها وتضمين معلومات قيمة عن محتوياتها وأهدافها وأهميتها بما يسهم في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، وبالتالي التعريف بها على مستوى اليونسكو والعالم.
وأوضحت سعادتها أن اختصاصات اللجنة واهتماماتها وفق التعاون القائم مع اليونسكو تنصب على خمس قطاعات، وهي التعليم والتربية والثقافة والعلوم والاتصال، مشيرة إلى أن العلوم من أبرز هذه الاهتمامات حيث تنقسم إلى شقين، هما، العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية.
وأضافت أن معظم المنظمات الدولية مهتمة في قطاع العلوم ونسعى إلى تفعيله ضمن رؤيتنا وخططنا المستقبلية مع اليونسكو، لافتة إلى ان رؤيتنا منصبة حالياً على استحداث مشاريع نوعية تخص قطاع العلوم، ومن اولوياتنا المحميات الطبيعية، إذ تزخر الدولة بالعديد من المحميات الطبيعية التي تتسم بالتنوع البيئي والحيواني والنباتي والبيولوجي.
وقالت إن اللجنة وضعت خطة لبناء قدرات المؤسسات المحلية بغرض الإسهام في مساعدتها لتسجيل المحميات الطبيعية في اليونسكو ودعمهم في هذه الخطوة بشكل جدي وحثيث، وهو ما حدا بنا إلى زيارة العديد من المحميات الطبيعية، حتى نتلمس ونرصد واقع هذه المحميات ونجمع المعلومات المتصلة بها من المؤسسات ذات الصلة، ومن ثم وضع هذه المعلومات على موقع اللجنة، للتعريف بها على مستوى اليونسكو لرفع منسوب الوعي الدولي عن المحميات في الدولة، وعن اهتمام دولة الإمارات بالعلوم الطبيعية بتنوعها واختلاف عناصرها.
وأكدت الأمين العام للجنة الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم، أن هناك جهوداً كبيرة تبذل على صعيد المجال البيئي الوطني تستحق ابرازها دولياً، لافتة إلى أنه سيتم تنظيم مؤتمرات وورش عمل في الفترة المقبلة تتصل بقطاع العلوم الطبيعية وتستهدف العاملين في المؤسسات وهو هدف مهم يوثق لمرحلة جديدة من إكساب موظفي المؤسسات الخبرات المهنية في هذا الجانب، وتسليط الضوء على دولة الإمارات في قطاع كان ولايزال من أهم القطاعات التي تسعى الدول إلى النهوض به لما له من انعكاس حالي ومستقبلي على سلامة البيئة وتطورها ونمائها.
وبينت سعادتها أن اللجنة تحرص أيضاً على نقل الخبرات والممارسات في مجال العلوم الطبيعية للمؤسسات المحلية بجانب التعريف بإنجازاتها على الصعيد الدولي وتكوين صورة مشرقة عن الحياة الفطرية ضمن البيئة الإماراتية التي تتسم بجمالها وتنوعها، وهو من ضمن الأولويات ونعمل وفق هذا التصور في المرحلة الحالية.
وأفادت بأن الزيارة التي أجرتها اللجنة مؤخراً لمحمية المرموم بدبي كانت مهمة للغاية، كون هذه المحمية تعد إحدى أكبر المناطق المحمية في الدولة، حيث تغطي نحو 10% من إجمالي مساحة دبي، وتشكل موطناً لنحو 204 أنواع من الطيور، كما تضم 26 نوعاً من الزواحف، إضافة إلى تسعة أنواع من الثدييات، وتضم المحمية 39 نوعاً من النباتات، وتوفر ملاذاً لـ19 نوعاً من أنواع الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، وفيها أعلى تجمع لطيور النحام الكبير «الفنتير- الفلامنجو» في منطقة صحراوية في الدولة.
وتحتضن محمية المرموم واحداً من أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في المنطقة باستخدام الطاقة الشمسية، كما يوجد فيها موقع «صاروج الحديد» الأثري، الذي يعود إلى العصر الحديدي قبل أكثر من 3000 عام.
09/05/2018