أشرف عليه نواة تدريبية مكونة من 1500 مدرب لإكساب المعلمين العمق المعرفي
اختتمت وزارة التربية والتعليم برنامج التدريب التخصصي المستمر للهيئة التدريسية الذي أطلقته الأسبوع الماضي، في كافة امارات الدولة مستهدفة 25 ألف معلم ومعلمة من كافة التخصصات، واستمرت أعماله وورشة وبرامجه، لمدة خمسة أيام متواصلة بمركز التدريب في عجمان والمدارس الحكومية في مختلف مدن الدولة.
نفذ البرنامج نواة تدريبية مكونة من 1500 مدرب ومدربة على مستوى الدولة تم تأهليها وتدريبها، بهدف تقديم حلول علمية وعملية وواقعية، فضلاً عن اكساب المعلمين العمق المعرفي اللازم، لتطبيق المعارف والمهارات، وفقا لأفضل الممارسات العالمية.
ويتسم برنامج التدريب التخصصي المستمر بطابع التنوع والشمولية في طريقة آلية التنفيذ، حيث يشمل ورشا تدريبية مباشرة تخصصية، و رحلات استكشافية، وحضور مؤتمرات و منتديات، تسهم في رفد المعلم بالخبرات المعرفية، واطلاعه على افضل الممارسات التربوية العالمية.
يأتي التدريب التخصصي، تكريساً لاستراتيجية تطوير التعليم الخاصة بوزارة التربية والتعليم، الرامية إلى تعزيز مهارات الكوادر التدريسية، ورفع الكفايات المهنية، وبما يتماشى مع رؤية دولة الامارات العربية المتحدة 2021 للوصول الى نظام تعليمي متقدم وجعل المدرسة الاماراتية نموذجا عالمياً قادر ا على المنافسة، بجانب تكريس المفاهيم والأدوات التعليمية الحديثة في مختلف الحلقات الدراسية.
وتنظم الوزارة دورات التدريب التخصصي، بغرض تنمية وتطوير كفايات المعلمين، وذلك بإعداد نظم تدريبية وأساليب مبتكرة لتطبيق المناهج المطورة، ويسعى البرنامج إلى إكساب المعلمين القدرة على تطوير مهارات حل المشكلات التي تقابلهم وإيجاد الحلول المناسبة، والتركيز على تطبيق استراتيجيات التدريس، المتمحورة حول مهارات القرن 21 في الغرفة الصفية والمرتبطة بالمعايير المعرفية و المهارية لرخصة المعلم والتي تنعكس في النهاية على المخرجات التعليمية لطلبة المدرسة الاماراتية.
و تلقى المدرسون والمدرسات تدريبا في مجالات متعددة، يركز على الجانب التطبيقي للمعارف المبنية على المحتوى العلمي التخصصي بطرق ابداعية منهجية تسهم في التطوير المستمر للمهارات المتنوعة لدى المعلمين من خلال تطبيق أساليب تدريس حديثة وتوظيف التكنولوجيا في أداء مهامهم الوظيفية بكفاءة عالية، بجانب تطبيق استراتيجيات تقييم من اجل التعلم.
تم بناء المواد التدريبية وفقا لاحتياجات المعلمين في الميدان التربوي، إذ تم التركيز على المادة العلمية التخصصية باختلاف نوع المحتوى ومستواه وعمقه المعرفي وأبعاده التطبيقية، لجميع الصفوف الدراسية، كما تم تحليل المناهج للفصل الدراسي الثالث، لضمان حصر أهم الاحتياجات الفعلية للمعلمين مع مراعاة أخذ التغذية الراجعة من الميدان التربوي بالمواضيع المطروحة للتدريب التخصصي، و بلغ عدد المواد التدريبية المصممة 147 .
تم تنفيذ التدريب المباشر في قاعات تدريبية مجهزة اختيرت بالتعاون مع مهندسين من ادارة المنشآت وتقنية المعلومات بالوزارة، بما يتناسب مع التخصصات المختلفة موزعة على 197 مجتمعا للتعلم بإجمالي 1583 مدربا ومدربة، حيث تعد مجتمعات التعلم المهنية في المدرسة الإماراتية من المبادرات الطموحة التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم بهدف تعزيز ثقافة التنمية المهنية لدى المعلمين في المدرسة الإماراتية، وتحويل تلك الثقافة إلى ممارسة يومية يقوم بها المعلم بشكل تلقائي في سبيل تحسين نتاجات التعلم للطلبة.
وتعمل وزارة التربية على اعداد المدربين وتأهيلهم ليكونوا نواة فاعلة تثري عملية التدريب، حيث بلغ عدد الدفعة الأولى 501 مدرب، فيما يتم حاليا تأهيل الدفعة الثانية والبالغ عددهم 198 مدرباً، وسيبدأ تدريب الدفعة الثالثة قريبا .
وفيما يتعلق بالمواد التدريبية لمادة اللغة العربية التي خضع لها المستهدفون، فإنها تركز على مواضيع تدريس نصوص المحفوظات(النشيد) وفقا لأنماط الشخصية والتكاملية في تدريس مهارات اللغة العربية، واستراتيجيات حديثة في تدريس التعبير الشفوي واستراتيجيات تفاعلية في تنفيذ الأنشطة التطبيقية، حيث تم دعم المادة التدريبية بالتطبيقات التكنولوجية التي تعزز المهارات و المعارف اللغوية لدى الطلبة.
أما بخصوص تدريب مادة التربية الإسلامية، فتم التركيز على أساليب تدريس التربية الإسلامية واستراتيجية الأحجية، وأثرها على تعلم أحكام الطهارة الإسلامية، وخرائط مساندة في توضيح معالم بيت الله الحرام وكذلك أسلوب القصص وأثره في العملية التعليمية، بالإضافة لتوظيف التكنولوجيا في تدريس الأخلاقيات المختلفة و منها الصدق.
المادة التدريبة للدراسات الاجتماعية و التربية الوطنية، تركز على توظيف نظم المعلومات الجغرافية في الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية والكفايات المهنية لمعلمي الدراسات الاجتماعية و التربية الوطنية ما بعد القمة العالمية للحكومات والتنمية المستدامة في منهاج الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية من خلال استراتيجية الاستقصاء وكذلك وسائل تعليمية مساندة في الدراسات الاجتماعية و التربية الوطنية.
تضمنت المادة التدريبية لمواد العلوم على الأنشطة التفاعلية والتعليم التكاملي في المدرسة الإماراتية، حيث تنوعت الورش التدريبية لمرحلة الحلقة الأولى، وركزت ورشة "المادة في كل مكان" والتي ركزت على تحديد أنواع المادة وأشكالها والخصائص الفيزيائية لها واستراتيجيات تدريس المادة وحالاتها للطلبة في المراحل الأساسية، كما أن ورش المواد العلمية تركز على تفعيل المختبرات لرفع كفاءة الأداء والارتقاء بمهارات المعلمين بالعلوم المختلفة، لدعم متطلبات المدرسة الإماراتية.
وقد ركزت ورش مادة الرياضيات على تصميم أنشطة تفاعلية تكنولوجية لبناء المفهوم الرياضي عند الطلبة، و اكساب المعلم القدرة على بناء مواقف وخبرات تعليمية، وطرح أسئلة صفية متنوّعة تُسهم في تنمية مهارات التفكير الناقد و طريقة توظيفه في تدريس الرياضيات.
وتضمنت ورش الفنون الموسيقية، مفاهيم الفنون الشعبية، و دورها في تعزيز الهوية الوطنية، كما تطرقت أهم المصطلحات الموسيقية المستخدمة في تدوين الموسيقى الشرقية و تحليل مقام المقامات الموسيقية المختلفة، في حين ركزت ورش الفنون البصرية على مفهوم التصميم الجرافيكي مع توضيح اساسياته وآلية تطبيق التجريد والتحوير على الاشكال الحية، بجانب تخصيص ورشة تدريبية لمعلمين الفنون البصرية حول تنفيذ أنشطة تطبيقية فنية لأصحاب الهمم.
وتنوعت ورش مادة التصميم والتكنولوجيا والتصميم الابداعي والابتكاري و علوم الحاسوب، حيث تضمنت ورشا تهدف إلى زيادة معرفة المعلمين بكيفية التعامل مع كميات كبيرة من المعلومات، وكيفية تنسيقها باستخدام أحدث البرمجيات، كما ركزت على اكساب المعلمين المفاهيم البرمجية وبناء روبوتات و عمل دائرات كهربائية بسيطة باستخدام برامج مفتوحة المصدر، واشتملت الورش على مفاهيم الأمن الالكتروني و آلية تتبع الثغرات في الشبكة العنكبوتية، مما يسهم في اثراء خبرات المعلم و تعريفه بكيفية حماية الشبكات من الاختراق .
كما تنوعت فعاليات التدريب التخصصي، لتتضمن رحلات استكشافية بالتعاون مع جامعة الامارات العربية المتحدة حيث انطلقت رحلة علمية جيولوجية إلى سلسلة جبال الفاية في إمارة الشارقة، و تم فيها تدريب المعلمين على أهم التراكيب الجيولوجية الناتجة عن الحركات الأرضية في المنطقة التي تتبع العصر الطباشيري العلوي، وأهم الأحافير والصخور الرسوبية والنارية في المنطقة، وقاموا بجمع عينات لأحافير وصخور الأفيوليت والكروميت والعروق المعدنية.
12/04/2018