أكد معالي حسين بن ابراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن التعليم
أصبح بوابة واسعة نستطيع عبرها الدخول لصناعة المستقبل، مستقبل يضم تحت مظلته
المجتمعات الطامحة للتطور والتفرد والتميز، وهو أيضاً يعتبر الاستثمار الأمثل
وركيزة مهمة في بناء رأس المال البشري ومفتاح التنمية الذي تتطلع إليه القيادة
الرشيدة.
وأضاف: أضحت خارطة التعليم في
دولة الامارات واضحة المعالم، قوامها الابداع والابتكار والتطور المستمر، وأنه في
غضون السنوات القليلة المقبلة ستشهد الساحة التعليمية نقلة نوعية في مستوى التعليم
ونوعية المخرجات التعليمية الملبية للطموحات، إثر التغييرات التي أجرتها الوزارة
في منهجية التعليم.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها معاليه في منتدى التعليم العالمي (GEF) والمعرض العالمي لمستلزمات
وحلول التعليم (GESS) المصاحب له في نسخته العاشرة، والذي يقام
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس
الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار (نعلم .. نلهم.. نبني المستقبل) الذي انطلقت
فعالياته اليوم، ويستمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة.
حضر المنتدى عدد كبير من المسؤولين والتربويين رفيعي المستوى، بمشاركة
واسعة من وفود الدول الخليجية، ونخبة من خبراء التعليم وتكنولوجيا المعلومات العرب
والدوليين والمهتمين في الشأن التعليمي.
وفي مستهل كلمة وزير التربية والتعليم، أكد أن دولة الامارات، وبفضل
التوجيهات الدؤوبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه
الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس
الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو
ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصبحت عنصراً مهماً في خريطة التكنولوجيا
العالمية، وبيئة حاضنة للتقنية المتطورة، بما توفره من بنية تحتية قوية وشبكة
اتصالات متقدمة ووسائل وتطبيقات وتجهيزات عالية المستوى، تمكنها من تحقيق أهدافها
التنموية، وترسيخ معايير الاستدامة والتنافسية العالمية في شتى المجالات الحيوية
وفي مقدمتها التكنولوجيا والتعليم.
200 ورشة عمل وجلسة
جوارية
وأضاف إن المنتدى يعد تظاهرة فريدة في
المنطقة، حيث يقدم لنا مساحة واسعة للاطلاع على كل ما يستجد من أدوات وممارسات
تعليمية حديثة، ووسائل تكنولوجية وتقنية عصرية، وتجارب جديدة ناجحة، وابتكارات تعليمية تسهم في تحسين عملية التعليم والتعلم عبر اتاحة المجال
لحضور نحو 200 ورشة عمل وحلقات نقاش وجلسات حوارية منوعة، والاطلاع أيضاً على
الحلول التعليمية من خلال ما يعرض من قبل أكثر من 550 موردًا من 39 دولة.
وأوضح أن منتدى التعليم ومعرضه يتمتعان
دائماً بخاصية مختلفة عن الفعاليات التعليمية العالمية المشابهة، فدائماً ما
يقدمان الجديد، ويعكسان صورة مغايرة في الطرح والتحليل واستعراض آخر ما تشهده
الساحة التعليمية من تطورات ملموسة تضفي حراكاً تربوياً نوعياً وتصنع الفارق في
القطاع التعليمي.
وقال إن دولة الامارات أرست معايير التميز والجودة في شتى قطاعاتها،
ويتصدر التعليم محور اهتمامها بفضل الدعم المتواصل من القيادة، للاستثمار في شباب
الوطن، لتحقيق مخرجات تعليمية بجودة عالية، وتوظيف الامكانات لجعل الدولة منصة
عالمية رائدة لإنتاج المعرفة، من خلال تعليم متطور يعد سمة المدرسة الاماراتية
المستقبلية.
معهد الريادة لكبار الشخصيات
وذكر أنه بالإضافة إلى ما يقدمه المنتدى من
ورش تدريبية وجلسات ونقاشات حوارية، وما يتضمنه المعرض من حلول تعليمية ذكية، حرصت
وزارة التربية هذا العام على إدخال عناصر جديدة تضمن تقديم الاضافة المنشودة في
المنتدى، منها "معهد الريادة لكبار الشخصيّات" حيث يقدم للقادة وصناع
القرار في مجال التعليم فرصة لتعزيز مهاراتهم القيادية والإدارية ضمن إطار صفوف
متخصّصة، فضلاً عن تزويدهم بأحدث المهارات حول الكفاءة التشغيلية وتحسين معايير
الأداء، ومواضيع أخرى ضمن نطاق المشهد التعليمي الحالي والمستقبلي وذلك للمساهمة
في تحفيز التعلم في مدارسهم.
وأرجع معاليه أسباب اختيار شعار المنتدى لهذا
العام بعنوان (نُعلم .. نُلهم.. نبني المستقبل)، لكونه يعكس التزاماً حقيقياً من
قبلنا لتعزيز وضمان استدامة سوق التعليم في دولة الامارات والمنطقة، لتحقيق معدلات
نمو عالية في المستقبل، عبر فرص التقاء الخبراء العالميين والمحليين الذين
سيستعرضون وجهات نظرهم عن بعض التحديات المُلحة التي تواجه قطاع التعليم في
المنطقة، فضلاً عن الاطلاع على أحدث الاتجاهات في منهجيات والتعليم، والتحسينات
التي شهدها مجال التّعلم، والتعلّم في المستقبل.
وقال: يتصدر التعليم النوعي قائمة اهتمامات
دولة الامارات، فنوعية التعليم ودرجة
جودته التي نبحث عنها، تتمثل في مستوى اعتماده على الأساليب الحديثة والتكنولوجيا،
كل ذلك بات يمثل ليس مطلباً لنا فحسب بل مطلب عالمي للتقدم، شريطة أن يكون متضمناً
لمعايير تربوية وتقييمات بكفاءة عالية لمسارات النظم التعليمية وكفاءتها، وبالتالي
امكانية الحكم على مدى استجابتها لمتطلبات التنمية البشرية، واحتياجات سوق العمل.
المدرسة الاماراتية
وأستعرض معاليه جانباً مما قامت به وزارة
التربية والتعليم في الفترة الأخيرة للنهوض بالمدرسة الاماراتية ضمن خطتها
التعليمية المستقبلية الطموحة والتحولات الجذرية التي طرأت تمهيداً لتحقيق نقلة
نوعية في التعليم استناداً إلى الأجندة الوطنية ورؤية دولة الامارات 2021، حيث تم
إجراء تغييرات جذرية في المناهج الدراسية، من حيث
الموائمة والتطوير واستحداث مناهج أخرى، بمجهود وطني وبالتعاون مع أرقى بيوت
الخبرة العالمية.
وتابع: تم الاستعاضة عن نظام التشعيب ووضع مسارات جديدة للتعلم
منها العام والمتقدم والنخبة، واعتماد اساليب تقييم جديدة للعملية التعليمية
مستندة إلى الحداثة والعصرية، وإضفاء سمات عصرية ومحددة للطالب الاماراتي لتكريسها
في منهجية حياته لتكون داعمه له في حياته الدراسية والعملية، وتطوير منهج الدراسات
الاجتماعية بشكل يواكب رؤية الدولة ويغرس في الطلبة مظاهر الهوية الوطنية والحس
التربوي العالي والمسؤولية المجتمعية والانتماء للوطن وقيادته مقرونة بالأخلاق
القويمة، واعتماد مادة التربية الأخلاقية التي وجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن
زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في المناهج
الدراسية، واعتماد اختبار emsat بديلاً عن الاختبارات الدولية
الأخرى التي تعد مطلباً جامعياً، وتضمين المنهج الدراسي بحصص للابتكار والتصميم
والمهارات الحياتية، فضلاً عن توظيف الامكانات لتعزيز المهارات التكنولوجية لدى
الطالب من خلال الروبوت والمسابقات العلمية النوعية، وبلورة رؤية جديدة للتعليم
المستمر وتحديد مسارات تعليمية كفيلة بتطور الطالب أكاديمياً، واعتماد خطط داعمة لفكر وابداع ومهارات الطلبة
من خلال التنويع في الأنشطة الصفية واللاصفية واستثمار الرحلات العلمية في تعزيز
قدرات الطالب، واعتماد التدريب المتخصص للمعلمين، وتطوير
منهج رياض الأطفال والعمل على رفع نسب الالتحاق به وفق محددات الأجندة الوطنية، واعتماد مجمعات دراسية مستقبلية تتضمن بيئة تعليمية مثلى، واعتماد التعلم
الذكي كخيار أساسي في الصف الدراسي، والعمل على وضع خطة تعليمية تضمن الغاء السنة
التأسيسية في الجامعات.
ابتكارات الطلبة
وأكد معاليه، أن وزارة التربية والتعليم ماضية بخطى حثيثة نحو الدفع بمنتدى التعليم
ومعرضه، ليكونا ضمن أبرز وأعرق التظاهرات والمؤتمرات التعليمية العالمية، إلى جانب
جعلهما الوجهة المفضلة للخبراء التربويين، وكبرى الشركات العاملة في مجال
تكنولوجيا التعليم، مشيراً إلى أنهما يعدان فرصة سانحة لمدارسنا ولقياداتنا
التربوية ومعلمينا وجميع المهتمين في الشأن التعليمي للحضور والاستفادة مما يقدم،
وهما أيضاً يشكلان متسعاً لطلبتنا ومعلمينا لعرض منتجاتهم وابتكاراتهم.
وفي ختام كلمته رفع وزير التربية باسمه واسم
الوزارة والحضور أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل
مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله على رعايته الكريمة
لهذا الحدث، ودعمة المتواصل للتعليم، وأشاد بشريك وزارة التربية الاستراتيجي مؤسسة
"فيرز آند اكسيبشن" على هذا التنظيم الرائع، وعلى الجهود الكبيرة
المبذولة من جميع القائمين على هذه التظاهرة.
550 شركة لتكنولوجيا التعليم
وفي السياق ذاته، افتتح معالي حسين الحمادي يرافقه
الوزراء ضيوف الدولة، وكبار المسؤولين التربويين من داخل الدولة وخارجها، المعرض العالمي
لمستلزمات وحلول التعليم، الذي تتضمن فعالياته هذا العام أكثر من 550 شركة رائدة
من كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال تكنولوجيا التعليم وتقنياته.
وتفقد معاليه جناح وزارة التربية والتعليم، وشارك في جلسة حوارية،
تسلط الضوء على أهمية تطوير التعليم، كما حضر مجموعة من ورش العمل المصاحبة
للمنتدى، حيث أبدى اهتمامه بالموضوعات التي ناقشتها تلك الورش التي تصب في الموضوع
الرئيس للمنتدى
.
14/03/2017