أختتم مؤتمر التربية
الإعلامية الذي نظمته وزارة التربية والتعليم،جدول أعماله، بحضور معالي حسين
الحمادي وزير التربية والتعليم وعدد من المسؤولين، وأشرف على تنفيذ الورش والبرامج
التي وصلت إلى 30 ورشة في اليوم الثاني، ثلة من المتخصصين التربويين
والاعلاميين.
استقطب المؤتمر نحو 2000 من المعلمين وأولياء
الأمور والطلبة والموظفين بالوزارة والإعلاميين، وتضمن خلال فترة انعقاده على مدار
يومين 60 ورشة عمل وبرنامج متخصص بغرض تحقيق التوعية الشاملة
للمجتمع من خلال رسالة اعلامية هادفة لتحصينه من الهجمات والرسائل الاعلامية
المغرضة، وتوظيف الاعلام سواء الرقمي أو التقليدي بشكل ايجابي.
وحرص معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، على متابعة وحضور
جانب من ورش العمل التي نظمت، واستمع إلى وجهات نظر المستهدفين من المؤتمر، وماهية
التحسينات التي يتطلعون إليها ومدى الاستفادة المستقاة من الورش التي حضروها بغية
التجويد والتطوير المستقبلي.
مؤتمر سنوي
وأكد معاليه على هامش أعمال المؤتمر، أن وزارة التربية والتعليم
قررت تنظيم المؤتمر بشكل سنوي، مشيراً إلى أن سيتم توسيع نطاق المستهدفين واستقطاب
مزيد من الاعلاميين والخبراء المتخصصين، سواء من داخل أو خارج الدولة، لتحقيق الفائدة
المرجوة.
وقال معاليه إن وزارة التربية تتطلع إلى غرس ثقافة اعلامية تواكب
ما آلت إليه المرحلة الجديدة من زخم اعلامي أصبح يطغى على تفاصيل يومنا، في ظل
الطفرة الهائلة في التقنية الحديثة، وبروز الاعلام الرقمي والاجتماعي بأشكاله المتعددة
والذي بات له تأثير كبير في مختلف شرائح المجتمع.
وأوضح معاليه، أن الاعلام يعد شريكاً استراتيجياً في تحقيق النجاح
على الصعد كافة، ونحن عندما نتعامل معه علينا أن نتوخى الدقة وكيفية التعامل مع
أوجهه المختلفة، والقدرة على التفكير الناقد للمحتوى الاعلامي، وهنا تكمن أهمية
غرس الثقافة الاعلامية لدى الجميع، لا سيما الطلبة الذين يتعرضون إلى سيل متدفق من
المعلومات والأخبار وغيرها الكثير من المضامين الاعلامية التي فيها الغث والسمين.
وأشار معاليه إلى أن وزارة التربية تسعى إلى بلورة رؤية عصرية لحصون
معرفية تشكل ضمانة حقيقية لمجتمع مدرسي واع يحسن التعامل مع الاعلام، وهنا يجدر
الإشارة إلى أهمية تكامل جميع أدوار المجتمع المدرسي، فهو عبارة عن سلسلة متصلة
متماسكة مكونة من ولي الأمر والمعلم والطالب والإداري.
ورش وبرامج نوعية
وذهب معاليه إلى تبني الوزارة لمبادرة جديدة، تتمثل في تنفيذ ورش
وبرامج نوعية متخصصة تستهدف مختلف مدارس الدولة على مدارس السنة، ترتكز إلى مفهوم
التربية الاعلامية الحديثة، وتستهدف ولي الأمر والمعلم والطالب، سواء في الإعلام
الرقمي "الجديد" أو الإعلام التقليدي.
واعتبر معاليه أن الانفتاح على الاعلام إذا لم يكن بشكل مدروس وواع
ونابع من إدراك عميق لخصائصه ومحاذيره وسقطاته، فإن ذلك قد يؤدي بالتالي إلى وقوع
الفرد في متاهات تشكل خطراً عليه وعلى المجتمع.
وأكد أن على كل فرد فينا أن يكتسب مهارات التفكير الناقد، ولأجل
هذه الغاية انبثق مؤتمر التربية الاعلامية، لتدعيم مهارات المتعلم في البحث
والتحليل والتقييم لكل ما يعرض عبر وسائل الاعلام المختلفة، ومن هذا المنطلق هناك
توجه لدى الوزارة وقد بدأت به بشكل فعلي من خلال العمل على دمج مهارات التربية
الاعلامية في المنهج الدراسي، لإرساء أطر داعمة لفكر الطالب وتحصينه من أي مخاطر ناتجه
عن التعامل الخاطيء مع وسائل الاعلام بما تحمله أحياناً كثيرة من مضامين لا تجسد
الواقع، وتحيد عن الحقيقة، وتلهو بعقول الكثيرين لأغراض وأهداف ومصالح ذاتية أو
غيرها.
ولفت معاليه إلى أن المؤتمر يقدم متسعاً كبيراً من المعرفة
الاعلامية بإشراف نخبة من الاعلاميين الإماراتيين والعرب، لتحقيق رؤية سليمة لدى
المتلقي عن كيفية مواجهة الإشاعات والمحتوى الاعلامي الكاذب، فضلاً عن التعرف إلى
مهارات استخدام تقنيات المعلومات وتصفح الشبكات الرقمية، والاطلاع على التجارب
الرائدة في العالم في قطاع التربية الاعلامية، وزيادة المعرفة والوعي والتدريب حول
طرق الاستخدام الأمثل لمختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقدم معاليه بالشكر الجزيل للشركاء الاعلاميين الاستراتيجيين، ممن
أثروا محاور وأعمال المؤتمر وتركوا بصمة واضحة أسهمت في نجاحه، وهم: أبو ظبي
للإعلام، وصحيفة الاتحاد، ووكالة الأنباء الاماراتية وام، ورؤية الامارات، والصايغ
للإعلام، و ريبورترز.
30 ورشة عمل
ناقشت الورش التخصصية المنفذة في اليوم
الختامي البالغ عددها 30
ورشة عمل تخصصية
كيفية الاستفادة من مفهوم التربية الإعلامية وتجلياته على أرض الواقع سواء في
الإعلام الرقمي "الجديد" أو الإعلام التقليدي، فضلاً طرح آليات وأفكار معاصرة
من شأنها درء مخاطر وتهديدات التعامل غير المسؤول مع مواقع التواصل الاجتماعي.
وتناولت ورشة حملت عنوان "المتحدث
المحترف" قدمها الدكتور عصام محو،
كيفية توظيف لغة الصوت والجسد للتأثير في المحتوى الإعلامي والتربوي والربط بينهما،
واستعرضت الورشة أمام المشاركين مهارات الدخول واتيكيت الحديث التربوي وهندسة
استخدام البصر في التأثير بالمتلقي، وهو ما من شأنه تجويد شكل ومحتوى الرسالة
الإعلامية التربوية.
فيما قدم محمد كفاوين ورشة "انتاج الصور والفيديو من خلال
الهاتف النقال" التي تدرب خلالها المشاركون على صناعة الخبر والصورة ،
باستخدام الهواتف الذكية، وكيفية إدارة الخبر وآلية توصيله للمجتمع بشكل مسؤول دون
المساس بخصوصية أفراد المجتمع، وقدمت عبير وكيل ورشة حملت عنوان " إعلام الناشئة"
وتهدف إلى تدريب كوادر الميدان التربوي على توجيه فئة الأطفال حول كيفية استخدام
قنوات التواصل الاجتماعي بطريقة مسؤولة تحقق الفائدة العامة، إضافة إلى دراسة
النواحي السيكولوجية التي تحفز الطفل على تقبل الرسالة الإعلامية الإيجابية .
وقدم هيثم الهنداسي ورشة بعنوان
"إيجابيات الإعلام الحديث" سرد خلالها آليات تحقيق الاستفادة القصوى من
وسائل الإعلام الالكترونية كإيجاد فرص عمل، ونشر روح التفاهم والتسامح، فضلا عن
توفير محتوى تربوي ضمن الرسائل الإعلامية للارتقاء بتحصيل الطلبة الاكاديمي، في
حين تضمنت ورشة عمل "سلبيات العالم الافتراضي" وسائل التواصل الاجتماعي
التي قدمها محمد الظفري مجموعة من المخاطر السلوكية التي قد تولدها وسائل
التواصل الاجتماعي في أذهان الناشئة باعتبارها أصبحت سوقا رائجة للأفكار المغلوطة
والإشاعات المغرضة والتي تهاجم المجتمعات وتحاول الفتك بمنظومة القيم التي تشكل
حصنا حقيقيا للمجتمع.
كما تضمنت ورش العمل حلقة نقاشية نفذتها
موزة الشقيري عن أمن الهاتف المتحرك وكيفية الحفاظ على الخصوصية خلال استخدام
متاجر التطبيقات والألعاب عبر الهواتف الذكية، كما قدم رضا الاعلامي البواردي ورشة
عمل بعنوان تداول الأخبار دون التأكد من مصادر البث ودور ذلك في نشر الإشاعات والأخبار
المغلوطة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وقدمت مريم العبيدي ورشة عمل عن أهمية دور
ولي الأمر كرقيب وموجه لعملية استخدام الأبناء لقنوات التواصل المختلفة، فضلا عن
تكريس الثقافة الإعلامية الإيجابية لدى الأطفال، وتضمنت الورشة التي قدمها الدكتور
عبدالله العمري بعنوان "التوعية الإلكترونية" أبرز المخاطر المترتبة على
الاستخدام الغير مسؤول لقنوات الإعلام المختلفة وأهمية التوجيه في حماية المجتمع
من مخاطر الثورة التكنولوجية التي يشهدها عصرنا الحالي.
فيما استعرض حمد الكعبي من خلال ورشة
"الأخلاقيات والاعلام" مجموعة القيم الإعلامية من منظور المسؤولية
المباشرة، وما تحمله وسائل الإعلام التقليدية والحديثة من رسائل قد تمس تقاليد
المجتمع أو تقدم مضامين موجهة للأطفال بشكل غير لائق ولا تسهم في تكوين ذائقة
سليمة لديهم خاصة في الإعلام والرسائل التربوية .
21/05/2017