انطلقت فعاليات مؤتمر التربية الإعلامية الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم
في الفترة "17-18 مايو الجاري في
معهد تدريب المعلمين في عجمان بحضور سعادة المهندس عبد الرحمن الحمادي الحمادي
وكيل وزارة التربية لشؤون الرقابة والخدمات المساندة وسعادة الشيخة خلود القاسمي الوكيل المساعد لقطاع الرقابة في
وزارة التربية ونخبة من الخبراء والإعلامين
من الدولة وخارجها إلى جانب جمع غفير من كوادر الميدان التربوي والطلبة.
واستضاف المؤتمر ضمن فعاليات يومه الأول سعادة الأستاذ حبيب الصايغ رئيس
اتحاد الكتاب والأدباء الإماراتيين، وسعادة الاستاذ محمد الحمادي رئيس تحرير جريدة
الاتحاد والدكتور إبراهيم الدبل المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين
الطلاب"أقدر" والدكتور محمد الكويتي الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية
للأمن الإلكتروني والدكتورة نجلاء العمري المستشارة في الجامعة البريطانية في جمهورية
مصر العربية وبيان التل مديرة مشروع التربية الإعلامية بمعهد الإعلام الأردني
والدكتورة كايرو عرفات المدير التنفيذي لمؤسسة بداية للإعلام.
يأتي المؤتمر في سياق حرص وزارة التربية والتعليم على نشر مفهوم التربية
وفق أطر عملية ترسخ قيم ومبادىء الدولة في أذهان الطلبة من خلال اتباع الممارسات
الإيجابية في التواصل مع الآخرين عبر تدريب الميدان التربوي على كيفية التعامل مع
جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
ويهدف المؤتمر إلى التعرف على مختلف التجارب الناجحة والرائدة في العالم في
مجال التربية الإعلامية ومحاولة خلق وعي جمعي لدى كافة أفراد المجتمع بأهيمة
التعامل بوعي وإداراك مع سيل المعلومات التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل
يومي في مختلف الموضوعات وما يترتب على ذلك من ممارسات سلبية كبث الشائعات عبر تلك
الوسائل وتضليل وعي الجمهور.
ويتضمن المؤتمر 60ورشة عمل موزعة على يومين يقدمها خبراء لكوادر الميدان
التربوي بغية تأطير مفهوم التربية الإعلامية وإدماجه مع بقية المناهج الدراسية
المقدمة للطلبة.
الرقابة الذاتية
بدوره أكد سعادة المهندس عبدالرحمن الحمادي على أهمية مفهوم التربية
الإعلامية في إطاره التكاملي والذي يضمن مشاركة كافة أفراد المجتمع في مهمة التصدي
للشائعات والأخبار الكاذبة وكيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سليم
يضمن سلامة أفراد المجتمع
وشدد سعادته على اهمية تكريس فكرة الرقابة الذاتية في نفوس الطلبة من خلال
تعاون وثيق بين كافة المؤسسات ابتداء من الاسرة والمدرسة وكافة الجهات المعنية
بغية تحصين الطلبة من كافة الممارسات السلبية التي تزخر بها وسائل التواصل
الاجتماعي والنأي بهم عن أي أخطار أو تهديدات.
وأوضح سعادته أن وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة إلى تحقيق بيئة تعليمية
آمنة تسهم في تعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم فضلا عن تكريس القيم الإيجابية في نفوسهم
مشيرا إلى أن وزارة التربية سعت ومنذ اطلاق المدرسة الإماراتية إلى القيام بدور
حيوي في مجال تعريف الطلبة بمنجزات الدولة
وقيم واصالة المجتمع الإماراتي.
توعية الطلبة
من جهته قال سعادة حبيب الصايغ أن الممارسة التربوية السليمة وما تضمنه من
روافد ومعلومات تعتبر تربية إعلامية إذا نجحت تلك الممارسات في تشكيل وعي لدى
الطلبة حول كيفية التعامل مع الزخم اليومي لتدفق المعلومات.
وبين أن المؤتمر يسهم في تكريس مشروع متكامل للتعليم ويقدم حلولا يمكن الاعتماد عليها لتشكيل وعي الطلبة
حول أهمية المعلومات وكيفية تبادلها على مختلف منصات الإعلام الرقمي مشيرا إلى أن
التربية الإعلامية تعد مدخلا لتثبيت وتكريس منظومة القيم التي يمتاز بها المجتع
الإماراتي وخصوصا قيمة الصدق والإمانة.
ولفت إلى أن التربية الإعلامية مشروع مجتمعي وحضاري لا يمكن بلورته إلا إذا
كان جزءا من الاستراتيجية الوطنية ورؤية القادة والمسؤولين لذا من الأهمية بمكان
إيجاد صيغة مؤسسية لكيفية التعامل مع الإعلام وخاصة الأخبار والتعرف على تأثير
الإعلام في أوساط المجتمع وفقا لآليات الفرز والاختيار التي يعملها المجتمع عند
تداوله للمعلومات .
خصوصية الآخرين
من ناحيته أوضح الدكتور محمد الكويتي أن الإعلام في العصر الحالي بات
إعلاما لحظيا وسريعا حيث تحول كافة أفراد المجتمع إلى إعلاميين نظرا لتوفر أجهزة
الاتصال الحديثة عند الجميع وهو ما أتاح
كمية كبيرة من الأخبار والمعلومات دون فرزها والتأكد من مصداقيتها.
وبين أن سلبيات الإعلام الحديث تتمثل في نشر الشائعات والأكاذيب وانتهاك
حرمة وخصوصية الآخرين وتنفيذ جرائم نصب واحتيال عبر وسائل التواصل الاجتماعي،وهو
ما يستوجب أخذ كافة التدابير التي من شأنها حماية أفراد المجتمع من التضليل الذي
يعتري بعض الأخبار والمعلومات المتداولة.
مسؤولية مجتمعية
وأكد د.ابراهيم الدبل المنسق العام خليفة لتمكين الطلاب
"أقدر" أن التعليم أمن قومي يتحمل مسؤوليته كافة أفراد المجتمع لافتاً إلى
التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمعات العربية بشكل عام بسبب الثورة التكنولوجية الهائلة
التي يشهدها عصرنا الحالي ما يتطلب بالضرورة تهيئة شبابنا لمواجهة هذا التطور الكبير
واشار الدبل إلى أن وسائل التواصل الإجتماعي أصبحت سوقاً
للتنظيمات الإرهابية لبث سمومها ما يستلزم بالضرورة توعية الأبناء بأهمية بحث المعلومة
وتحليلها قبل نشرها وذلك من خلال تعريفهم باللوائح والقوانين التي وضعتها الدولة لمواجهة
الافكار المتطرفة والمعلومات المغلوطة، لافتاً إلى أن التربية الإعلامية تبدأ في سن
الطفولة
تكامل الأدوار
بدوره أكد محمد الحمادي
خلال مشاركته بورشة عمل على هامش مؤتمر التربية الإعلامية على أهمية تكامل دور الأسرة ووزارة التربية في نشر
ثقافة إعلامية واعية عند الأطفال والطلبة مشيرا إلى أن تدفق المعلومات وسهولة استخدام
وسائل التواصل الاجتماعي يحتمان علينا تحصين وعي أبنائنا عبر التربية الإعلامية
وبين أن أصحاب الأفكار الهدامة باتوا يستخدمون وسائل التواصل لبث سمومهم وأفكارهم
المغلوطة ويجب علينا التصدي لهم عبر أُطر اجتماعية ومؤسسية تضمن غرس إطار معرفي وقيمي
لدى أفراد المجمتع قادر على الكشف عن الرسائل المغلوطة التي تحملها بعض الأخبار
تعزيز الدافعية
وأكد الدكتور علي الحكمي رئيس مؤسسة إنماء التعليمية خلال
كلمته التي ألقاها في المؤتمر أن التربية الإعلامية تتمتع بخصائص تعزز الدافعية للتعلم
وذلك بسبب خصوصية موضوعها ومجالها، فهي تبحث في شيء محسوس يتصل مباشرة بحياة المتعلم
اليومية، فيكون أدعى لإثارة انتباهه وتحفيزه لاكتشاف هذا المجال ومعرفة أسراره.
وأشار الحكمي إن التربية الإعلامية تقـــدم للمتعلم صــورة
شــاملة عن البيئـــــة الإعلامية، وتكشف له الكثير من أسرار صناعة الإعلام طبقاً لمباديء
التربية الإعلامية، وتساعد على تمكين المتعلم من استخدام أدوات ومهارات التعامل مع
الإعلام، وهذا بدوره يؤدي إلى تعزيز ثقة الطالب بنفسه و إطلاق العنان لقدراته وامتلاكه
الروح الإيجابية للقيام بسلوك إيجابي قويم
وأوضح الحكمي أن التربية الإعلامية تساعد المتعلم على اكتساب
مهارات التفكير العليا لأن الإعلام مجال خصب جدا لتفعيل مهارات التفكير وهو يستدعي
تعلم مهارات التفكير الناقد والتفكير إبداعي واتخاذ القرار بالإضافة إلى مهارة حل المشكلات
ومواجهة التحديات
فهم شامل
أشارت نجلاء العمري المستشارة والمدربة الإعلامية المحاضرة
في الجامعة البريطانية بمصر ومعهد الإعلام الأردني
إلى أن المملكة الأردنية كانت من أوائل الدول التي استحدثت منهج التربية الإعلامية
في الشرق الأوسط وذلك لإعداد أفراد الجمهور لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم،
وحسن الانتقاء والاختيار منها، وتعلم كيفية التعامل معها والمشاركة فيها بصورة فعالة
ومؤثرة لافتة إلى أن هذا الكتاب يمثل تجربة عربية أولى ومحاولة تطبيقية مبتكرة
فيما اكدت بيان التل أن منهج التربية الاعلامية تمكن أفراد
المجتمع من الوصول إلى فهم شامل لوسائل الإعلام الاتصالية التي تستخدم في مجتمعهم،
والطريقة التي تعمل بها هذه الوسائل، ومن ثم تمكّنهم من اكتساب المهارات في استخدام
وسائل الإعلام للتفاهم مع الآخرين.
18/05/2017