نظمت كل من وزارة التربية والتعليم في أبوظبي وكلية الإمارات للتطوير
التربوي احتفالية تم خلالها تكريم 128 معلم ومعلمة لاتمامهم متطلبات الدورة الأولى
من برنامج “المدرب المعتمد” - المستوى الرابع للمؤهل الوطني في تيسير التعلم
والتطوير - وذلك بعد استيفائهم جميع متطلبات وشروط البرنامج التدريبي وفق
معايير الهيئة الوطنية للمؤهلات.
حضر الاحتفالية معالي المهندس حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية
والتعليم، وسعادة المهندس عبد الرحمن الحمادي وكيل وزارة التربية والتعليم للرقابة
والخدمات المساندة وسعادة لبنى علي الشامسي المدير التنفيذي لقطاع العمليات
المدرسية بالإنابة، والدكتور إبراهيم الحجري مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي
وأعضاء الإدارة العليا في الوزارة والكلية والهيئتين الإدارية والتدريبية في مركز
التعليم المستمر بالكلية، إضافة إلى المعلمين المكرّمين.
ويعد برنامج المدرب المعتمد الأول من نوعه على مستوى الدولة، إذ يهدف
إلى تمكين المشاركين من المعارف والمهارات والاتجاهات اللازمة التي تمكّنهم من
أداء أدوارهم المستقبلية بكل ثقة واقتدار كمدربين محترفين في الميدان التربوي،
قادرين على تقديم الدعم اللازم لزملائهم وفق أحدث الاستراتيجيات في مجال التدريب
والتيسير.
ويتميّز برنامج " المدرب المعتمد " بالدمج بين الجانب
النظري والجانب العملي الذي يركز على تنمية الاتجاهات الإيجابية لدى المتدربين
وتزويدهم بالمهارات والمعارف التي تمكنهم من أداء الأدوار المتوقعة منهم بفاعلية
وكفاءة، وتوفير الحلول المناسبة من خلال تطبيق مبدأ التعلم بالعمل إضافة إلى
البناء على خبـرات المشاركين في تطوير نماذج وممارسات واقعية قابلة للتطبيق.
وتضمنت الدورة الأولى للبرنامج مرحلتين، شملت الأولى 10 ورشات عمل تم
تقديمها على مدار 4 شهور بواقع 60 ساعة تدريبية وتناولت خمسة محاور من ضمنها تحليل
احتياجات الفئة المستهدفة، تصميم التدريب، تطوير المواد والحقائب التدريبية، تنفيذ
ورش عمل تدريبية، وتقويم البرامج التدريبية.
وركزت المرحلة الثانية على التطبيق العملي، حيث قام المشاركون بتحديد
احتياجات زملائهم في الميدان التربوي ومن ثم تصميم وتطوير المواد والحقائب
التدريبية وتقديم ورشات عمل تدريبية لزملائهم بهدف تلبية احتياجاتهم والمساهمة في
ردم الفجوة بين الواقع والمأمول.
بدوره أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم
أهمية دور المعلم قائدا للعملية التربوية، وما يضطلع به من موقع ريادي ومؤثر
في تعزيز عملية التعلم وهو الشيء الذي نأخذه بعين الاعتبار وتشكل عملية إكساب
المعلمين اﻷدوار التربوية والمهارات العصرية أولوية لدينا بوزارة التربية، ومن هنا
جاءت الشراكات المؤسسية المثمرة مع الجهات الداعمة التي تعد محور اهتمامنا وأخص
هنا بالذكر كلية اﻹمارات للتطوير التربوي التي رسخت باهتمام وفاعلية قواعد أصيلة
لدعم المعلم من خلال تكوين نواة من المعلمين المدربين والمهيئين أكاديميا ومهاريا
وعمليا ليكونوا قادرين على تقديم الدعم لزملائهم وفق أفضل البرامج التدريبية
واستراتيجيات التعلم في سياقاتها الحديثة.
وقال معاليه إننا اليوم نحتفي بتخريج الفوج اﻷول المكون من 128 معلما
ومعلمة ممن أنهو متطلبات البرنامح التدريبي ضمن الدورة اﻷولى من برنامج المدرب
المعتمد، وهو الأمر الذي يشكل رافدا للميدان التربوي من خلال مجموعة من المدربين
الذين يعول عليهم في تحقيق اﻹضافة ودعم التعليم من خلال ما يمتلكونه من رؤية
تعليمية حديثة متمكنة وصاعدة وراقية موجهة إلى قلب الميدان التربوي وهو ما سيسهم
بما لا يدع مجالا للشك في تحقيق دافعية تكسب معلمينا مزايا مهنية نحن بأمس الحاجة
إليها لدفع مسيرة التعليم قدما.
وشدد على أن المعلم سيظل محور الاهتمام باعتباره الضمانة الحقيقية
لتعليم نوعي، مشيرا إلى أن التعليم قائم على قدرة المعلم على العطاء الذي يتجسد
بخبراته وحداثة اﻷساليب والممارسات التعليمية التي يتعامل معها وما يرسخه من جوانب
تعزز من مهارة طلبتنا بعيدا عن النمطية، بجانب تقديم التعليم بقوالب شيقة ومبتكرة
يتداخل من خلاله الإبداع والمهارة الشيء الذي يخلق فرصا تعليمية حديثة ملبية
للتوقعات تعزز من حضور الطالب وتكسبه الدافعية للتعلم والاستجابة للتطورات
المعرفية والذكاء الالكتروني وتحقيق أثر كبير في تحصيله الدراسي.
وخلص معاليه إلى أن مواصلة حصد المنجزات على الصعيد التعليمي شأن مجتمعي
يتحقق بالتعاون الوثيق والرؤية الموحدة، مؤكدا في الوقت ذاته أن وزارة التربية
ماضية في دفع الجهود لتطوير التعليم وتحقيق البيئة المثلى لذلك وهي لن تتوانى عن
استقدام الكفاءات المهنية ووضع اﻷطر التي تضمن استقطاب خيرة الكوادر التدريسية ومن
ضمن هذه المعطيات والحاجات التطويرية، التدريب التخصصي المستمر ورخصة المعلم.
من جانبه أكد الدكتور عارف سلطان الحمادي رئيس مجلس أمناء كلية
الإمارات للتطوير التربوي على أهمية دور المعلم باعتباره أحد الأركان الأساسية
للمنظومة التربوية، حيث إن أهم الدعائم التي تركّز عليها فلسفه التربية الحديثة
تكمن في تهيئة المعلمين وإعدادهم وتطويرهم بصورة مستمرة لتلبيه حاجات المجتمع،
وتزويدهم بالخبرات التي تؤهلهم للعمل التربوي المتميز وذلك في إطار الجهود الحثيثة
لتطوير التعليم وانسجاماً مع متطلبات بناء وتطوير قدرات المعلمين في دولة الإمارات.
وأضاف الحمادي: "يهدف برنامج المدرب المعتمد إلى إعداد مدربين
محترفين قادرين على إحداث التطوير اللازم داخل مؤسساتهم التربوية وبناء قدرات
زملائهم وتنمية روح الالتزام والملكية نحو أدوارهم الجديدة، مما يسهم في تحقيق
الأهداف الاستراتيجية للدولة من خلال تمكين الموارد البشرية وتعزيز كفاءة سوق
العمل."
كما قال: "تدعم كلية الإمارات للتطوير التربوي أهداف وزارة
التربية والتعليم في توفير أفضل السبل لبناء كوادر تربوية لدعم العملية التعليمية
وبذل طاقاتهم وإمكاناتهم للارتقاء بمستوى التعليم في الدولة والمشاركة في بناء جيل
يتمتع بأعلى المهارات والمؤهلات العلمية، الأمر الذي يُؤهلهم للقيام بأدوارهم
للمساهمة في تحقيق الرؤية التربوية للدولة".
والجدير بالذكر أن مركز التعليم المستمر في الكلية أُنشئ بهدف دعم
التنمية المهنية للقطاعات التربوية كافة عن طريق عكس المستجدات التربوية في برامج
تدريبية تحقق التنمية المهنية المستدامة للتربويين على اختلاف أعمالهم كي يكون
ذراعا أساسية في تطوير التعليم. وينفذ المركز العديد من البرامج في التنمية
المهنية في الميدان التربوي، وقد عمل المركز على استقطاب كفاءات تدريبية وأكاديمية
من مختلف التخصصات والمجالات ذات العلاقة بالتطوير التربوي، كما أن المركز قد حصل
على الترخيص من قبل مركز أبوظبي للتعليم المهني والتدريب كمركز معتمد لتقديم
التدريب.
23/05/2018