سلط المشاركون في الجلسة الحوارية الرئيسة، والأولى في ملتقى العلوم الذي يأتي ضمن أعمال اليوم الثالث للمهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، الضوء على تجاريهم العملية والحياتية، وقدموا خلالها خلاصة خبراتهم، وإضاءات عن واقع التطور الحاصل في الدولة وطموحات القيادة الرشيدة والتطلعات المستقبلية، لتشكل للحضور من الطلبة وغيرهم حافزاً على الجد والمثابرة.
ويأتي المهرجان تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتنظمه وزارة التربية والتعليم في نسخته الثالثة، ويستمر لغاية 4 فبراير حيث يعقد في دبي فستيفال آرينا بدبي بمشاركة 1665 طالبا وطالبة، كما يستضيف نخبة من رواد الابتكار على المستوى العالمي، بحضور قيادات التربية والمسؤولين والطلبة وأولياء الأمور ومختلف المهتمين في الشأن التعليمي.
ويحظى المهرجان بدعم كبير من قبل المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة في الدولة نظرا لمواكبته تطلعات وتوجهات القيادة الرشيدة الرامية إلى تمكين الأجيال في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار بوصفها محركا أساسيا لنهضة المجتمعات ومرتكزا للولوج إلى عصر الاقتصاد القائم على المعرفة المستدامة، ويتضمن جلسات حوارية ونقاشات طلابية، واطلاق مبادرات عديدة وعرضاً لـ 200 مشروع بحثي ابتكاري مميز من نتاجات الطلبة.
شارك في الجلسة الحوارية الأولى، معالي جميلة المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، ومعالي سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، ومعالي سارة الأميري وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، وسعادة د. آمنة الضحاك الشامسي الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة، والدكتور عامر أحمد الشريف الرئيس التنفيذي لقطاع التعليم في سلطة مدينة دبي الطبية، وسعادة حميد عبدالله الشمري نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة، بحضور شخصيات تربوية مرموقة والطلبة وأولياء الأمور، حيث استعرضوا جوانب مهمة خاصة في مسيرتهم المهنية، وبداية تشكل طموحاتهم وآلية تحقيقها.
تطرقت معالي جميلة المهيري في مستهل حديثها خلال مشاركتها بالجلسة إلى بدايات مسيرتها المهنية في مجال التعليم الخاص، وصولا إلى تقلدها منصب وزيرة دولة لشؤون التعليم العام حيث تعد أول إماراتية تصل لذلك المنصب في مجال التعليم وهو ما زادها مسؤولية وفخراً لتقدم افضل ما لديها.
وقالت إن كل تجربة مهنية تحوي العديد من الدروس التي تؤهلنا لخوض غمار تجارب أخرى، متسلحين بحصيلة تلك التجارب، وما أحدثته فينا من تغييرات إيجابية.
ووجهت حديثها للطلبة، قائلة: التسامح وتقبل الآخر سبيل للمعرفة، وعلينا تبني تلك القيم في مختلف مجالات حياتنا وخلال تعاملاتنا مع الآخرين لنكون بحق عيال زايد، مشيرة إلى أنه لا يكفي أن نحلم ونطمح فقط، بل الأهم أن نستمر في تحقيق تلك الطموحات والأحلام، ونواصل جهودنا لرفعة وتقدم وطننا الغالي.
وأوضحت أن وزارة التربية والتعليم تعمل على مواكبة توجهات دولتنا ورؤيتها المستقبلية، ولذلك نحن الآن بصدد توفير مناهج خاصة بالذكاء الاصطناعي بالتعاون مع معالي عمر سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي.
وأضافت معاليها أن والدنا المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه كان ملهمنا الأول، ونحن الآن نعايش نتائج فكره الفذ والمستنير في كافة القطاعات والمجالات.
أما معالي عمر العلماء، فأكد في حديثه على أن كل طالب وطالبة يعتبرون بحد ذاتهم طموحا لدولتنا، قائلاً: بكم نستثمر، ولأجلكم نجتهد ونضع البرامج والخطط المستقبلية، فالدول المتطورة نهضت من خلال شغف وتميز أبنائها حيث كانوا لها سندا ودعامة لتوجهاتها وخططها المستقبلية.
وأكد أننا تعلمنا من قادتنا، أن نخدم دولتنا بكل ما أوتينا من علم ومعرفة، وأن نوسع آفاقنا وتطلعاتنا لمجاراة مسيرة الإمارات المتفردة في كافة المجالات، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس ترفا بل حاجة ملحة تساعدنا على تنويع مصادر قوتنا وريادتنا، وعلينا أن نلهم بعضا البعض، وأن نراكم الإنجازات لنفاخر العالم بدولتنا.
بدورها، قالت معالي سارة الأميري إن الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه شملنا برعايته، وكان لنا أبا عطوفا ومحركا لنا لخدمة وطننا، مضيفة أن العلوم المتقدمة تعتبر الثروة الحقيقية للمستقبل، وواجبنا استدامة وترسيخ تلك العلوم في أذهان طلبتنا ليكونوا ثروة بلدنا ورأس مالها المتجدد.
واستعرضت محطات مهمة من حياتها الدراسية وبدايات ميولها العملية والتي كان على رأسها علوم الكمبيوتر والبرمجة.
وفي مداخلة لسعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي التي وجهت كلامها للطلبة، قالت: أنتم مصدر إلهامنا ونرى فيكم مستقبلا مشرقا وطموحا عاليا يدفعنا إلى بذل المزيد من الجهود لتطوير مهاراتكم.
وتناولت أبرز تطورات مسيرتها الأكاديمية ودور ذويها في شحذ همتها ودفعها لاستكمال دراساتها العليا.
وقال الدكتور عامر أحمد الشريف، إن على الطلبة الإيمان بأحلامهم، وأن لا يتنازلوا عنها مهما واجههم من تحديات وصعاب، فالرقم واحد طموحنا وهدف قيادتنا، لافتاً إلى أن لأسرة حاضنة لإبداعات أبنائها ولحسن حظنا لدينا قيادة ترعى طموحاتنا وتخطط لنا وتذكي فينا شغف التميز والإبداع.
وتطرق سعادة حميد الشمري إلى آفاق التخصصات الجامعية المرتبطة بصناعة الطيران في الإمارات، وعرج على المراحل التي مر بها خلال مسيرته العلمية، ذاكراً أن حجم استثمارات الإمارات في مبادلة يصل إلى ٢٢٥ مليار دولار، ولدينا ٧٠ ألف موظف في مختلف القطاعات ونتطلع إلى الطلبة والأجيال الشابة لقيادة هذه المؤسسة العملاقة في المستقبل القريب.
الجلسة الحوارية 2
وتضمن ملتقى العلوم جلسة حوارية ثانية، شارك فيها معالي مريم المهيري وزيرة الدولة والمسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، والدكتور نضال قسوم استاذ الفيزياء بأمريكية الشارقة، وطالبة الدكتوراه تقى الهنائي في جامعة ماساشوستس في أمريكا.
وأكدت معالي مريم المهيري، أننا نسعى في دولة الإمارات لأن نكون من العشر الاوائل في مجال الامن الغذائي بحلول عام ٢٠٢١ وهذا تحد لنا، لكن بالإرادة والاصرار نقترب من تحقيق هذا الهدف.
وقالت إننا نعمل على انتاج غذائنا بطرق غير تقليدية، وخصصنا مساحة كبيرة من الاهتمام للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى أهدافنا وانجاز خططنا على أكمل وجه.
وحثت معاليها الطلبة خلال مشاركتها بملتقى العلوم على توسيع نطاق أحلامهم واطلاق العنان لطموحاتهم، ليساهموا في نهضة الوطن ورفعته، مؤكدة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والمجالات التقنية والتكنولوجية، هي طريقنا للوصول إلى الرقم واحد في كافة مناحي الحياة.
من جانبه، قدم د. نضال قسوم عرضا علميا تناول فيه استكشاف الكون في ضوء التطورات المتسارعة في المجالات التقنية والعلمية، حيث أشار إلى أن الانسان اعتمد على العين المجردة لاكتشاف اسرار الكون، ثم بدأ بعد ذلك تطوير الآلات البدائية التي تساعد في مهمة اكتشاف اليوم كالتليسكوب وغيرها.
وقال: جاء بعد ذلك عقول اسلامية مبدعة طورت مراصد فلكية متقدمة ساعدت في تحديد الافلاك والمجرات السماوية، وبدأ الانسان بعد ذلك في تحديد انماط حركات النجوم وظهور علماء مثل غاليليو، وغيرهم ممن قدموا لنا صورة واضحة لعالم الفلك حتى وصلنا إلى صناعة الاقمار الفضائية المتقدمة.
وتطرق نضال قسوم إلى الحديث عن اندماج الجاذبية وهو الامر المتعلق باندماج الثقوب السوداء المتواجدة في الفضاء، وتحدث كذلك عن دور الليزر في احداث ثورة في مجال علم الفلك واكتشاف الأضواء المرئية وغير المرئية وموجات الجاذبية.
من جانبها استعرضت تقى الهنائي طالبة الدكتوراه في جامعة ماساتشوستس في مجال هندسة الكهرباء والحاسوب جوانب من رحلتها الأكاديمية التي أوصلتها إلى الالتحاق بأعرق المعاهد العالمية، مشيرة إلى أن التميز كان عنوانا لمسيرتها العلمية وحظيت باهتمام بالغ من قبل عائلتها التي قدمت لها الدعم والتشجيع، لاستكمال دراستها العليا.
وذكرت الهنائي، أنها طورت نظاما مختصا لتحليل المشاعر الانسانية للتعرف إلى الحالة النفسية والجسدية للأشخاص باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وذلك للمساعدة في عمليات التعرف بين الأفراد والمجتمعات.
خلوة طلابية بحضور معالي الوزراء
كما تم عقد خلوة طلابية، شارك فيها معالي جميلة المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، ومعالي سارة الأميري وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، ومعالي ثانوي الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، وسعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة، حيث بحثوا مع الطلبة أفكارا عدة تتمحور حول إنشاء نواد طلابية متخصصة، بمشاركة ودعم جهات حكومية عدة.
واستمع معالي الوزراء، لأفكار الطلبة خلال مشاركتهم لهم في الخلوة بغية الأخذ بها ووضع خطط تحت إشراف الطلبة لتطبيقها في مختلف المؤسسات.
وشارك بالخلوة الطلابية مجموعة من الوزارات والمؤسسات، وهي، وزارة التغير المناخي والبيئة، ووزارة الثقافة وتنمية المجتمع، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ووزارة الموارد البشرية والتوطين، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، ووزارة التسامح، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية ووزارة العلوم المتقدم
ملتقى سفراؤنا
وفي سياق متصل، جرى يوم، أمس، تنظيم ملتقى "سفراؤنا" بمشاركة سعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع الأنشطة، وسعادة طارق القرق الرئيس التنفيذي لدبي العطاء والطالبة روية المحرزي إحدى الطالبات المنتسبات لبرنامج سفراء الابتكار عام ٢٠١٦، بحضور معالي سعود المتحمي الأمين العام لمؤسسة "موهبة" حيث قدموا طرحا تربويا مميزا.
واستعرضت سعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي خلال مشاركتها في ملتقى سفراؤنا مراحل برنامج ''سفراؤنا'' منذ اطلاقه عام 2016 وما شهده من تطور لافت على مدار السنوات الماضية.
وقالت إننا في دولة الإمارات لا نعرف المستحيل، ونسعى من خلال مجمل برامجنا إلى مواكبة طموحات قيادتنا الرشيدة، إذ أضفنا ٢٣ برنامجا تخصصيا ضمن برنامج سفراؤنا لهذا العام.
وأضافت الشامسي أن برنامج سفراؤنا يحقق لنا رؤية تربوية معاصرة ومبتكرة انبثقت عن خطط وسياسات وزارة التربية والتعليم وإيمانها بقدرات الطلبة لرفدهم بتجارب معرفية ومهارية عصرية.
من جانبه، قدم سعادة طارق القرق في مشاركته تجربته المهنية والحياتية التي حفزت الطلبة والهمتهم، حيث سرد لهم تجربته الشخصية خلال عمله في المجال الخيري والاغاثي والإنساني.
وذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أمر بتأسيس هذه المؤسسة لتتولى مهمات اغاثية وانسانية في الدول النامية فكانت دبي العطاء ثمرة لتوجيهات سموه إذ عملنا على تكييف برامجنا مع الأهداف العالمية بغية تحقيقها ولنكون جزءا من الجهد العالمي المبذول لإغاثة البشرية، حيث استفاد من برامجنا ١٨ مليون طفل حول العالم.
بدورها، استعرضت الطالبة روية المحرزي، إحدى سفيرات الابتكار عام ٢٠١٦ مشاركتها في البرنامج وما أضافه لها من مهارات مكنتها من الالتحاق بجامعة مانشستر في المملكة المتحدة .
وقالت إن قيادة دولة الإمارات تؤمن بقدراتنا، وهي تشكل أكبر دافع لنا لخوض غمار مختلف التجارب المعرفية التي تصقل مهاراتنا وترفدنا بتجارب مميزة.
الخلوة الطلابية "سفراؤنا"
كما تم يوم أول أمس، عقد الخلوة الطلابية التي جمعت تحت مظلتها، الطلبة المشاركين في مسارات برنامج سفراؤنا، حيث ناقشوا محاور عدة من بينها مستقبل التعليم، والقضاء على الفقر، والمدن المستدامة، والطاقة المتجددة، وآفاق الشراكات، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتعد الخلوة الطلابية، بمثابة عصف ذهني لإشراك الطلبة في خطط التطوير حيث تحظى بدعم من قبل مؤسسات وطنية شاركت بوضع محاور النقاش، مثل مصدر وأكاديمية الإمارات الدبلوماسية والهلال الأحمر الاماراتي ووزارة الصحة ووقاية المجتمع والوكالة الدولية للطاقة المتجددة إيرينا.
وتهدف الخلوة إلى تنمية مهارات التفكير الإبداعي والنقدي عند الطلبة، وتأهيلهم للعمل ضمن فرق لمناقشة القضايا الحيوية، والتي تحظى باهتمام كبير على المستوى العالمي بما يسهم في فتح آفاق واسعة من الحلول الفكرية الابداعية.
02/02/2019